الكبر:
  أَلاَ تَرَى أَنَّ إبْلِيسَ لَمَّا تَكَبَّرَ عَلَى آدَمَ وَحَسَدَهُ بِقَوْلِهِ أَنَا خَيْرٌ مِنْهُ جَرَّهُ ذَلِكَ إلَى التَّكَبُّرِ عَلَى اللَّهِ لِمُخَالَفَتِهِ أَمْرَهُ، فَهَلَكَ هَلاَكًا مُؤَبَّدًا.
  وَقَالَ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {وَلَا تُصَعِّرْ خَدَّكَ لِلنَّاسِ}.
  مَعْنَاهُ: لاَ تَتَكَبَّرْ عَلَى النَّاسِ، فَفِي الآيَةِ نَهْيٌ عَنِ التَّكَبُّرِ عَلَى النَّاسِ، وَالصُّعْرُ: الْمَيْلُ، وَالْمُتَكَبِّرُ يُمِيلُ وَجْهَهُ عَنِ النَّاسِ مُتَكَبِّرًا عَلَيْهِمْ، مُعْرِضًا عَنْهُمْ.
  وَالصُّعْرُ: الْمَيْلُ، وَأَصْلُهُ: دَاءٌ يُصِيبُ الْبَعِيرَ يَلْوِي مِنْهُ عُنُقَهُ، وَيُطْلَقُ عَلَى الْمُتَكَبِّرِ يَلْوِي عُنُقَهُ وَيُمِيلُ خَدَّهُ عَنِ النَّاسِ تَكَبُّرًا عَلَيْهِمْ ..
  وَالآيَاتُ فِي ذَمِّ الْكِبْرِ كَثِيرَةٌ.
  وَقَدْ حَذَّرَ النَّبِيُّ ÷ أُمَّتَهُ مِنَ الْكِبْرِ أَشَدَّ التَّحْذِيرِ، وعظم أمره فِي أَحَادِيثَ كَثِيرَةٍ.
  مِنْهَا: مَا أَخْرَجَهُ مُسْلِمٌ فِي صَحِيحِهِ، وَالتِّرْمِذِيُّ، وَالْبَيْهَقِيُّ فِي شُعَبِ الإِيمَانِ، عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ مَسْعُودٍ، عَنِ النَّبِيِّ ÷ قَالَ: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ» ..