رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكبر:

صفحة 252 - الجزء 1

  وَقَالَ الإِمَامُ عَلَيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ #:

  «عَجِبْتُ لِلْبَخِيلِ يَسْتَعْجِلُ الْفَقْرَ الَّذِي مِنْهُ هَرَبَ، وَيَفُوتُهُ الْغِنَى الَّذِي إِيَّاهُ طَلَبَ، فَيَعِيشُ فِي الدُّنْيَا عَيْشَ الْفُقَرَاءِ، وَيُحَاسَبُ فِي الآخِرَةِ حِسَابَ الأَغْنِيَاءِ.

  وَعَجِبْتُ لِلْمُتَكَبِّرِ الَّذِي كَانَ بِالأَمْسِ نُطْفَةً، وَيَكُونُ غَداً جِيفَةً.

  وَعَجِبْتُ لِمَنْ شَكَّ فِي اللَّهِ وَهُوَ يَرَى خَلْقَ اللَّهِ.

  وَعَجِبْتُ لِمَنْ نَسِيَ الْمَوْتَ وَهُوَ يَرَى الْمَوْتَى.

  وَعَجِبْتُ لِمَنْ أَنْكَرَ النَّشْأَةَ الأُخْرَى وَهُوَ يَرَى النَّشْأَةَ الأُولَى.

  وَعَجِبْتُ لِعَامِرٍ دَارَ الْفَنَاءِ وَتَارِكٍ دَارَ الْبَقَاءِ». انْتَهَى ...

  وَقَالَ الإِمَامُ عَلَيُّ بنُ أَبِي طَالِبٍ #:

  «مِسْكِينٌ ابْنُ آدَمَ مَكْتُومُ الأَجَلِ، مَكْنُونُ الْعِلَلِ مَحْفُوظُ الْعَمَلِ تُؤْلِمُهُ الْبَقَّةُ⁣(⁣١)، وَتَقْتُلُهُ الشَّرْقَةُ⁣(⁣٢)، وَتُنْتِنُهُ الْعَرْقَةُ». انْتَهَى ...

  وَقَالَ الإِمَامُ الصَّادِقُ #:

  «وَإِيَّاكُمْ وَالْعَظَمَةَ وَالْكِبْرَ، فَإِنَّ الْكِبْرَ رِدَاءُ اللَّهِ ø، فَمَنْ نَازَعَ اللَّهَ رِدَاءَهُ قَصَمَهُ اللَّهُ وَأَذَلَّهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ» ... انْتَهَى ...


(١) قَوْلُهُ: «تُؤْلِمُهُ الْبَقَّةُ»، قَالَ فِي الْقَامُوسِ الْبَقَّةُ الْبَعُوضَةُ.

(٢) قَوْلُهُ: «الشَّرْقَةُ»، قَالَ فِي لِسَانِ الْعَرَبِ: يُقَالُ شَرِقَ فُلاَنٌ بِرِيقِهِ وَكَذَلِكَ غَصَّ بِرِيقِهِ، وَيُقَالُ: أَخذَتْه شَرْقة فَكَادَ يَمُوتُ.

والشَّرَقُ: دخولُ الْمَاءِ الحَلْقَ حَتَّى يَغَصَّ بِهِ ...