رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الكبر:

صفحة 254 - الجزء 1

  مِنْ أَسْبَابِ الْعِزَّةِ فَقُلْ لَهُ: أَلَسْتَ تَسْمَعُ قَوْل النَّبِيِّ ÷: «لاَ يَدْخُلُ الْجَنَّةِ مَنْ كَانَ فِي قَلْبِهِ مِثْقَالُ ذَرَّةٍ مِنْ كِبْرٍ».

  فَعَلاَمَ تَتَكَبَّرُ وَأَنْتَ أَيُّهَا الْمُتَكَبِّرُ الْمُخْتَالُ ضَعِيفٌ، حَقِيرٌ عَاجِزٌ خَلَقَكَ مِنْ مَاءٍ مَهِينٍ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ مِنْ نُطْفَةٍ ثُمَّ سَوَّاكَ رَجُلاً، {أَوَلَمْ يَرَ الْإِنْسَانُ أَنَّا خَلَقْنَاهُ مِنْ نُطْفَةٍ فَإِذَا هُوَ خَصِيمٌ مُبِينٌ ٧٧}

  وَقَدْ رُوِيَ عَنْ أَمِيرِ الْمُؤْمِنِينَ عَلَيّ بن أَبِي طَالِبٍ #: «عَجِبْت لابْنِ آدَمَ يَفْخَرُ وَأَوَّلُهُ نُطْفَةٌ مَذِرَةٌ⁣(⁣١)، وَآخِرُهُ جِيفَةٌ قَذِرَةٌ وَهُوَ بَيْنَهُمَا يَحْمِلُ الْعَذِرَةَ».

  وَقَالَ عَلِيُّ بْنُ الْحُسَيْنِ #: «عَجَباً لِلْمُتَكَبِّرِ الْفَخُورِ الَّذِي كَانَ بِالأَمْسِ نُطْفَةً ثُمَّ هُوَ غَداً جِيفَةٌ» ..

  وَعَنْ جَعْفَرٍ الصَّادِقِ رَضِيَ اللَّهُ تَعَالَى عَنْهُ وَعَنْ آبَائِهِ الْكِرَامِ: «عَجِبْت أَنْ أُعَظِّمَ نَفْسِي وَقَدْ خَرَجْت مِنْ مَخْرَجِ الْبَوْلِ مَرَّتَيْنِ» ..


(١) قَوْلُهُ: «مَذِرَةٌ»، أَيْ: فَاسِدَةٌ، قَالَ فِي الْمِصْبَاحِ الْمُنِيرِ: مَذِرَتْ الْبَيْضَةُ وَالْمَعِدَةُ مَذَرًا فَهِيَ مَذِرَةٌ، مِنْ بَابِ تَعِبَ فَسَدَتْ وَأَمْذَرَتْهَا الدَّجَاجَةُ أَفْسَدَتْهَا.