حقيقة الرياء
  وَالتَّمْكِينِ فِي الْبِلاَدِ، مَا لَمْ يَعْمَلُوا عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا، وَمَنْ يَعْمَلُ عَمَلَ الآخِرَةِ لِلدُّنْيَا لَمْ يُقْبَلْ مِنْهُ، وَلَيْسَ لَهُ فِي الآخِرَةِ نَصِيبٌ».
  رَوَاهُ أَحَمَدُ، وَابنُ حِبَّانَ فِي صَحِيحِهِ، وَالْحَاكِمُ وَصَحَّحَهُ وَالْبَيْهَقِيُّ .....
  وَأَصْغِي بِقَلْبِكَ إِلَى هَذَا الْحَدِيثِ النَّبَوِيِّ، الَّذِي مَا أَصْغَى إِلَيْهِ أَحَدٌ فَاسْتَمَعَهُ، وَتَدَبَّرَ مَعَانِيهِ، إِلاَّ هَدَّ أَرْكَانَهُ، وَنَفَذَ إِلَى أَعْمَاقِهِ.
  لِمَا فِيهِ مِنَ التَّهْدِيدِ، وَالْوَعِيدِ الشَّدِيدِ، لِمَنْ كَانَ فِي عَمَلِهِ أَدْنَى شَائِبَةٌ، مِنَ الرِّيَاءِ، وَالسُّمْعَةِ، وَالْمُبَاهَاةِ، وَالْفَخْرِ.
  نَعَمْ: إِنَّهُ حَدِيثٌ مُفْزِعٌ، تَذْرِفُ لَهُ الْعُيُون، وتَنْفَطِر مِنْهُ الْقُلُوبُ وَتَقْشَعِرُّ مِنْهُ الأَبْدَانُ، تَشِيبُ لهُ الوُلْدَان، كَيْفَ لاَ يَبْكِي وَكُلُّ أَعْمَالِهِ قَدْ تَكُونُ مَرْدُودَةً عَلَيْهِ، غَيْر مَقْبُولَةٍ، لأَنَّ اللَّهَ سُبْحَانَهُ لاَ يَقْبَلُ الْعَمَلَ إِلاَّ بِإِخْلاَص.؟
  أَمْ كَيْفَ لاَ يَهْتَمُّ وَلاَ يَغْتَمُّ، وَلاَ يَحْزَنُ، مَنْ لاَ يَدْرِي بِمَا يُخْتَمُ لَهُ مِنَ الْعَمَلِ.؟
  أَلاَ وَهُوَ حَدِيثُ الثَّلاَثَةِ: الَّذِينَ يُؤْمَرُ بِهِمْ إلَى النَّارِ، بَلْ هُمْ أَوَّلُ مَنْ تُسَعَّرُ بِهِمْ النَّارُ: وَهُمُ الْمُجَاهِدُ الْمُرَائِي لِيُقَالَ إِنَّهُ جَرِيءٌ، وَالْمُنْفِقُ