الإخلاص لله تعالى:
  وَاعْلَمْ: يَا بُنَيَّ: أَنَّ لِلإِخْلاَصِ فَوَائِدُ عَظِيمَةٌ وَمَنَافِعُ جَمَّةٌ:
  فَمِنْ فَوَائِدِ الإِخْلاَصِ: أَنَّهُ مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ نِيَّتَهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ نَوَّرَ اللَّهُ قَلْبَهُ، وَقَذَفَ فِي قَلْبِهِ مِنْ نُورِهِ، وأَجْرَى اللَّهُ الْحِكْمَةَ عَلَى قَلْبِهِ وَأَنْطَقَ بِهَا لِسَانَهُ، وَبَلَغَ مِنَ الْعِلْمِ مَبْلَغًا عَظِيمًا ..
  عَنْ أَبِي أَيُّوبَ الأَنْصَارِيِّ قَالَ: قَالَ رَسُولُ اللَّهِ ÷: «مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ أَرْبَعِينَ يَوْمًا ظَهَرَتْ يَنَابِيعُ الْحِكْمَةِ مِنْ قَلْبِهِ عَلَى لِسَانِهِ».
  وَمِنَ فَوَائِدِ الإِخْلاَصِ: قَبُولِ الأَعْمَالِ.
  فَإِنَّ الإِخْلاَصَ شَرْطٌ مِنْ شُرُوطِ قَبُولِ الأَعْمَالِ، وَاللَّهُ تَعَالَى لاَ يَقْبَل مِنَ الْعَمَل إِلاَّ مَا أُرِيدَ بِهِ وَجْهُهُ، وَفِي ذَلِكَ يَقُولُ سُبْحَانَهُ وَتَعَالَى: {أَلَا لِلَّهِ الدِّينُ الْخَالِصُ}، وَيَقُولُ تَعَالَى: {إِلَّا الَّذِينَ تَابُوا وَأَصْلَحُوا وَاعْتَصَمُوا بِاللَّهِ وَأَخْلَصُوا دِينَهُمْ لِلَّهِ}، وَيَقُولُ تَعَالَى: {فَمَنْ كَانَ يَرْجُو لِقَاءَ رَبِّهِ فَلْيَعْمَلْ عَمَلًا صَالِحًا وَلَا يُشْرِكْ بِعِبَادَةِ رَبِّهِ أَحَدًا ١١٠}.
  وَعَنْ أَبِي أُمَامَةَ الْبَاهِلِيِّ قَالَ: جَاءَ رَجُلٌ إِلَى رَسُولِ اللَّهِ، فَقَالَ: يَا رَسُولَ اللَّهِ، أَرَأَيْتَ رَجُلاً يَلْتَمِسُ الْخَيْرَ وَالذِّكْرَ مَا لَهُ.؟