رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الإخلاص لله تعالى:

صفحة 281 - الجزء 1

  وَمِنْ فَوَائِدِ الإِخْلاَصِ: أَنَّهُ مَنْ أَخْلَصَ لِلَّهِ نِيَّتَهُ فِي طَلَبِ العِلْمِ خَلَّصَهُ اللَّهُ تَعَالَى وَعَصَمَهُ اللَّهُ مِنْ كَيْدِ الشَّيْطَانِ وَتَسَلُّطِهِ، قَالَ اللَّهُ تَعَالَى إِخْبَارًا عَمَّا قَالَه إِبْلِيسُ: {إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٤٠}.

  وَمِنْ فَوَائِدِ الإِخْلاَصِ: أَنَّهُ سَبَبٌ لِصَرْفِ السُّوءِ وَالْفَحْشَاءِ، قَالَ تَعَالَى: فِي قِصَّةِ يُوسُفَ: {كَذَلِكَ لِنَصْرِفَ عَنْهُ السُّوءَ وَالْفَحْشَاءَ إِنَّهُ مِنْ عِبَادِنَا الْمُخْلَصِينَ ٢٤} ...

  فَالإِخْلاَصُ: هُوَ مِنْ أَقْوَى الأَسْلِحَةِ لِلتَّصَدِّي لِكَيْدِ الشَّيْطَانِ فَالإِخْلاَصُ: هُوَ الْحَاجِزُ الْمَنِيعُ بَيْنَ الشَّيْطَانِ وَالإِنْسَانُ، وَهُوَ أَحَدُ الأَسْلِحَةِ الرَّبَّانِيَّةِ، وَالْعِلاَجَاتِ الْوَاقِيَةِ لِلْمُؤْمِنِ فِي حَرْبِهِ الشَّرِسَةِ مَعَ عَدُوِّهِ الشَّيْطَانِ الرَّجِيمِ، وَهَذِهِ الْحَقِيقَةُ الثَّابِتَةُ أَقَرَّ بِهَا الشَّيْطَان نَفْسَهُ، وَاعْتَرَفَ بِهَا فِي قَوْلِهِ: {رَبِّ بِمَا أَغْوَيْتَنِي لَأُزَيِّنَنَّ لَهُمْ فِي الْأَرْضِ وَلَأُغْوِيَنَّهُمْ أَجْمَعِينَ ٣٩ إِلَّا عِبَادَكَ مِنْهُمُ الْمُخْلَصِينَ ٤٠}.

  فَبَيَّنَ أَنَّ سُلْطَانَ الشَّيْطَانِ وَإِغْوَاءَهُ إنَّمَا هُوَ لِغَيْرِ الْمُخْلَصِينَ، لأَنَّ الشَّيطَانَ يَعْلَمُ إِنَّ كَيْدَهُ لاَ يُفِيدُ عِنْدَ أَهْلِ الإِخْلاَصِ، لأَنَّهُمْ لاَ يَقبَلُوْنَ مِنْهُ، فَعَلَيْنَا أَنْ نَعْلَمَ جَمِيعًا أنَّ نَصِيبَ الشَّيْطَانِ مِنَّا بقدر