رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

حقوق الوالدين

صفحة 28 - الجزء 1

  وَلَوْ تُعْرَضُ الدُّنْيَا عَلِيَّ بِأَسْرِهَا ... وَتُحْجَبُ عَنْ عَيْنِي مَا كُنْتُ أَفْعَلُ

  فَأَسْأَلُ رَبِّي الْعَفْوَ عَنْكَ بِمَنَّهِ ... وَأَنِّي مَدَاكَ الدَّهْرُ لاَ أَتَحَوَّلُ

  يَا بُنَيَّ: أَتَدْرِي كَمْ يَبْلُغُ فُرْط الأُمِّ وَشَوْقِهَا عَلَيْكَ حِيْنَ تُغَادِرُ الْمَنْزِلَ حَتَّى تَعُودَ.؟

  كَمْ مَرَّةً أَيْقَظَتْنِي مِنَ النَّوْمِ لِتَقُولَ: إِنَّ ابْنِي لَمْ يَعُدْ.؟

  كَمْ مَرَّةً أَزَعَجَتْنِي حِيْنَ سَافَرْتَ لِتَسْأَلَ مَتَى يَعُودُ.؟ وَمَا شَأْنُهُ.؟

  وَأَنْتَ يَا بُنَيَّ: سَادِرٌ تَعِيْشُ فِي عَالَمٍ آخَرَ.

  فَتَغِيْب عَنِ الْمَنْزِلِ دُوْنَ أَنْ تُشْعِرَهَا، وَحِيْنَ تُسَافِر تَنْتَظِرُ اتِّصَالكَ عَلَى أَحَرِّ مِنَ الْجَمْرِ لَكِنَّهَا لاَ تَجِدُ إِلاَّ اللاَّمُبَالاَة.

  أَهَذَا حَقُّ أُمّكَ يَا بُنَيَّ:؟.

  يَا بُنَيَّ: إِنَّكُمْ حِيْنَ تُوَاجِهُوا أَنْفُسَكُمْ بِالسُّؤَالِ الصَّرِيحِ، وَتَبْحَثُوا عَنْ مَوْقِعِكمْ فِي خَارِطَةِ الْبِرِّ أَوِ الْعُقُوقِ، تُدْرِكُونَ لِمَاذَا يُكَرَّرُ وَيَبْدَأُ الْمَوْضُوعَ وَيُعَادُ ...

  لَسْتَ بِحَاجَةٍ يَا بُنَيَّ: لأفِيضَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ حَقِّ الْوَالِدَيْنِ وعِظَم مَنْزِلَتِهِمَا، لَكِنِّي أَسْأَلُكَ بِصَرَاحَةٍ أَنْ تُحَدِّدَ مَوْقِعكَ أَفِي سِيَاجِ الْبِرِّ أَمِ الْعُقُوقِ.؟