حقوق الوالدين
  وَلَوْ تُعْرَضُ الدُّنْيَا عَلِيَّ بِأَسْرِهَا ... وَتُحْجَبُ عَنْ عَيْنِي مَا كُنْتُ أَفْعَلُ
  فَأَسْأَلُ رَبِّي الْعَفْوَ عَنْكَ بِمَنَّهِ ... وَأَنِّي مَدَاكَ الدَّهْرُ لاَ أَتَحَوَّلُ
  يَا بُنَيَّ: أَتَدْرِي كَمْ يَبْلُغُ فُرْط الأُمِّ وَشَوْقِهَا عَلَيْكَ حِيْنَ تُغَادِرُ الْمَنْزِلَ حَتَّى تَعُودَ.؟
  كَمْ مَرَّةً أَيْقَظَتْنِي مِنَ النَّوْمِ لِتَقُولَ: إِنَّ ابْنِي لَمْ يَعُدْ.؟
  كَمْ مَرَّةً أَزَعَجَتْنِي حِيْنَ سَافَرْتَ لِتَسْأَلَ مَتَى يَعُودُ.؟ وَمَا شَأْنُهُ.؟
  وَأَنْتَ يَا بُنَيَّ: سَادِرٌ تَعِيْشُ فِي عَالَمٍ آخَرَ.
  فَتَغِيْب عَنِ الْمَنْزِلِ دُوْنَ أَنْ تُشْعِرَهَا، وَحِيْنَ تُسَافِر تَنْتَظِرُ اتِّصَالكَ عَلَى أَحَرِّ مِنَ الْجَمْرِ لَكِنَّهَا لاَ تَجِدُ إِلاَّ اللاَّمُبَالاَة.
  أَهَذَا حَقُّ أُمّكَ يَا بُنَيَّ:؟.
  يَا بُنَيَّ: إِنَّكُمْ حِيْنَ تُوَاجِهُوا أَنْفُسَكُمْ بِالسُّؤَالِ الصَّرِيحِ، وَتَبْحَثُوا عَنْ مَوْقِعِكمْ فِي خَارِطَةِ الْبِرِّ أَوِ الْعُقُوقِ، تُدْرِكُونَ لِمَاذَا يُكَرَّرُ وَيَبْدَأُ الْمَوْضُوعَ وَيُعَادُ ...
  لَسْتَ بِحَاجَةٍ يَا بُنَيَّ: لأفِيضَ فِي الْحَدِيثِ عَنْ حَقِّ الْوَالِدَيْنِ وعِظَم مَنْزِلَتِهِمَا، لَكِنِّي أَسْأَلُكَ بِصَرَاحَةٍ أَنْ تُحَدِّدَ مَوْقِعكَ أَفِي سِيَاجِ الْبِرِّ أَمِ الْعُقُوقِ.؟