رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

طلب الحلال:

صفحة 303 - الجزء 1

  أَيْ: لاَتَّخَذُونَا مَنَادِيلَ لأَوْسَاخِهِمْ: وَهِيَ كِنَايَةٌ عَنِ الابْتِذَالِ وَالْمَذَلَّةِ لِلظَّلَمَةِ، بِالتَّرَدُّدِ إِلَيْهِمْ، وَالدُّخُولِ عَلَيْهِمْ، وَطَلَبِ مَا لَدَيْهِمْ ....

  وَرَوَى أَبُو نُعَيْمٍ فِي الْحِلْيَةِ: عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «مَا كَانَتِ الْعِدَّةُ أَيِ الْمَالُ الْمُعَدُّ فِي زَمَانٍ أَصْلَحَ مِنْهَا فِي هَذَا الزَّمَانِ» ..

  وَرَوَى ابْنُ أَبِي الدُّنْيَا فِي كِتَابِ إِصْلاَحِ الْمَالِ: عَنْ سُفْيَانَ الثَّوْرِيِّ: أَنَّهُ كَانَ يَقُولُ: «الْمَالُ فِي هَذَا الزَّمَانِ سِلاَحٌ» ......

  يَعْنِى: أَنَّ بِالْمَالِ يُدْفَعُ بِهِ شَرُّ الأَعْدَاءِ، وَيُعَانُ بِهِ الأَوْلِيَاءُ، فَإِنَّ بِالْمَالِ يُنْتَصَرُ عَلَى الْعَدُوِّ، وَيُنْصَرُ دِينُ اللَّهِ، وَيُتَوَصَّلُ بِهِ إلَى إذْلاَلِ أَهْلِ الْبَاطِلِ، وَقَمْعِ شَوْكَتِهِمْ، وَبِهِ يُوقَعُ الْهَيْبَةُ فِي قُلُوبِ أَعْدَائِهِ.

  وَمَعْنَى كَلاَمِ هَؤُلاَءِ الأَئِمَّةِ: أَنَّ إِعْدَادَ الْمَالِ، وَاقْتِنَائِهِ رُبَّمَا كَانَ مُحْتَاجًا إِلَيْهِ فِي كُلِّ وَقْتٍ، لَكِنْ فِي زَمَانِهِمْ عَلَى سَبِيلِ الْخُصُوصِ زَادَتِ الْحَاجَةُ.

  لأَنَّ بِهِ يُحْفَظُ الإِنسَانُ عَنْ إِرَاقَةِ مَاء وَجْهِهِ، فِيمَا لاَ يَحِلُّ، أَوِ التَّعَرُّضِ لِلسُّؤَالِ، أَوِ الضَّعْفِ، أَوِ الْحَاجَةِ إِلَى مَنْ بِيَدِهِمُ الْمَال.