رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

طلب الحلال:

صفحة 305 - الجزء 1

  كَمَا قَالَ أَمِيرُ الْمُؤْمِنِينَ عَلِيُّ بْنُ أَبِي طَالِبٍ # فِي وَصْفِهِ: «وَقَدْ أَصْبَحْتُمْ فِي زَمَنٍ لاَ يَزْدَادُ الْخَيْرُ فِيهِ إِلاَّ إِدْبَاراً، وَلاَ الشَّرُّ فِيهِ إِلاَّ إِقْبَالاً، وَلاَ الشَّيْطَانُ فِي هَلاَكِ النَّاسِ إِلاَّ طَمَعاً.

  فَهَذَا أَوَانٌ قَوِيَتْ عُدَّتُهُ، وَعَمَّتْ مَكِيدَتُهُ، وَأَمْكَنَتْ فَرِيسَتُهُ.

  اضْرِبْ بِطَرْفِكَ حَيْثُ شِئْتَ مِنَ النَّاسِ، فَهَلْ تُبْصِرُ إِلاَّ فَقِيراً يُكَابِدُ فَقْراً، أَوْ غَنِيًّا بَدَّلَ نِعْمَةَ اللَّهِ كُفْراً، أَوْ بَخِيلاً اتَّخَذَ الْبُخْلَ بِحَقِّ اللَّهِ وَفْراً، أَوْ مُتَمَرِّداً كَأَنَّ بِأُذُنِهِ عَنْ سَمْعِ الْمَوَاعِظِ وَقْراً» ... انْتَهَى ..

  وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: لَمَّا حَضَرَتْهُ الْوَفَاةُ دَعَا بَنِيهِ، فَقَالَ: «يَا بَنِيَّ: خُذُوا عَنِّي فَإِنَّهُ لاَ أَحَدَ أَنْصَحُ لَكُمْ مِنِّي، إِذَا أَنَا مِتُّ فَسَوِّدُوا أَكْبَرَكُمْ، وَلاَ تُسَوِّدُوا أَصْغَرَكُمْ، فَيَسْتَسْفُهُ النَّاسُ كِبَارَكُمْ، وَعَلَيْكُمْ بِإِصْلاَحِ الْمَالِ، فَإِنَّهُ مَنْبَهَةُ الْكَرِيمِ، وَيُسْتَغْنَى بِهِ عَنِ اللَّئِيمِ، وَإِيَّاكُمْ وَالْمَسْأَلَةَ، فَإِنَّهَا آخِرُ كَسْبِ الْمَرْءِ، وَلَمْ يَسْأَلْ إِلاَّ مَنْ تَرَكَ كَسْبَهُ». انْتَهَى.

  وَإِيَّاكَ يَا بُنَيَّ: وَالْكَسَل، وَالعَجْز، وَالْتَوَانِي فَإِنَّ الكَسَلَ يُنْتِجُ الْفَقْرَ، وَمَنْ كَسِلَ افْتَقَرَ، وَمَنْ كَسِلَ عَنْ عَمَلِهِ طَمِعَ فِي كَلِّ غَيْرِهِ وَمَنْ كَسِلَ عَنْ أَمْرِ دُنْيَاهُ فَهُوَ عَنْ أَمْرِ آخِرَتِهِ أَكْسَلُ، وَمَنْ كَسِلَ