طلب الحلال:
  عَمَّا يُصْلِحُ بِهِ أَمْرَ مَعِيشَتِهِ فَلَيْسَ فِيهِ خَيْرٌ لأَمْرِ دُنْيَاهُ، وَمَنْ كَسِلَ لَمْ يُؤَدِّ لِلَّهِ حَقًّا.
  فَالإِسْلاَمُ دِينُ سَعْيٍ وَعَمَلٍ وَاجْتِهَادٍ، لاَ دِينُ كَسَلٍ وَعَجْزٍ وَتَوَانٍ دِينٌ يُحَافِظُ عَلَى الْعِزَّةِ الإِنْسَانِيَّةِ، وَالْكَرَامَةِ الشَّخْصِيَّةِ ..
  وَبِالْجُمْلَةِ: فَالسَّعْيُ عَلَى النَّفْسِ، وَالْوَالِدَيْنِ، وَالزَّوْجَةِ، وَالأَوْلاَدِ لَهُ فَضْلٌ عَظِيمٌ، وَأَجْرٌ جَسِيمٌ، وَلِلسَّعْيِ فِي طَلَبِ الْحَلالِ، فَضَائِل لاَ تُحْصَى، وَثَمَرَاتٌ لاَ تُعَدُّ ..
  فَمِنْهَا: أَنَّهُ أَدَاءٌ لِمَا أَوْجَبَ اللَّهُ عَلَيْكَ مِنَ الإِنْفَاقِ عَلَى نَفْسِكَ، وَالْوَالِدَيْنِ، وَالزَّوْجَةِ، وَالأَوْلاَدِ، مِمَّنْ وَجَبَتْ عَلَيْكَ نَفَقَتُهُ، إِذَا احْتَسَبَهُ الْمُنْفِقُ عِنْدَ اللَّهِ، وَقَصَدَ بِذَلِكَ وَجْهَ اللَّهِ تَعَالَى ..
  وَمِنْهَا: أَنَّهُ عِبَادَةٌ، مِنْ أَفْضَلِ الْعِبَادَاتِ، لأَنَّ الاِشْتِغَال بِالْكَسْبِ الَّذِي لاَ يُقْصَدُ بِهِ التَّكَاثُرُ، وَإِنَّمَا يُقْصَدُ بِهِ التَّوَسُّل إِلَى طَاعَةِ اللَّهِ مِنَ الإِنْفَاقِ عَلَى النَّفْسِ، وَالْوَالِدَيْنِ، وَالزَّوْجَةِ، وَالأَوْلاَدِ، وَصِلَةِ الأَرْحَامِ، وَالتَّعَفُّفِ عَنْ وُجُوهِ النَّاسِ، هُوَ أَفْضَلُ مِنَ التَّفَرُّغِ لِلْعِبَادَةِ مِنَ الصَّلاَةِ، وَالصَّوْمِ، وَالْحَجِّ، لأَنَّ مَنْفَعَةَ الاِكْتِسَابِ أَعَمُّ، فَإِنَّ مَا اكْتَسَبَهُ الزَّارِعُ تَصِل مَنْفَعَتُهُ إِلَى الْكَاسِبِ، وَإِلَى غَيْرِهِ، وَالسَّلاَمَةُ عَنِ