رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الاقتصاد في الإنفاق:

صفحة 321 - الجزء 1

  وَالْمَنْدُوبُ لِنَدْبِهِ، وَالْمُبَاحُ لِمَا يَقْتَرِنُ بِهِ مِمَّا يُصَيِّرُهُ قُرْبَةً، وَاجْتِنَابُ الْقَبِيحِ لِقُبْحِهِ، وَتَرْكُ الْمَكْرُوهِ لِكَرَاهَتِهِ.

  وَمَا أَمْكَنَهُ مِنَ الاسْتِكْثَارِ مِنَ النِّيَّاتِ، فِي فِعْلٍ، أَوْ تَرْكٍ، فَهُوَ أَوْلَى.

  كَالْجُلُوسِ فِي الْمَسْجِدِ مَثَلاً يَنْوِي بِهِ الْقُرْبَةَ لِفَضْلِ الْمَسْجِدِ وَالاِقْتِدَاءِ بِالصَّالِحِينَ، وَانْتِظَارِ الصَّلاَةِ، وَسَمَاعِ الْعِلْمِ، وَالاِعْتِكَافِ عَلَى رَأْيٍ.

  وَكَالأَكْلِ وَالشُّرْبِ يَنْوِي أَنَّ ذَلِكَ لِدَفْعِ الضَّرَرِ عَنِ النَّفْسِ وَالاِسْتِعَانَةِ عَلَى الطَّاعَةِ، وَلِقَرْعِ النَّفْسِ عَمَّا لاَ يَجُوزُ، وَإِظْهَارِ نِعْمَةِ اللَّهِ، وَاتِّبَاعِ السُّنَّةِ.

  وهَكَذَا فِي نِيَّةِ النِّكَاحِ، وَيَخْتَصُّ بِهِ طَلَبُ النَّسْلِ.

  وَفِي اللِّبَاسِ اتِّبَاعُ السُّنَّةِ، وَامْتِثَال مَا أَمَرَ اللَّهُ بِهِ مِنْ سَتْرِ الْعَوْرَةِ وَالتَّجَمُّل الَّذِي يَتَوَجَّهُ، وَإِظْهَارِ النِّعْمَةِ، وَغَيْرِ مَا ذُكِرَ مِنَ النِّيَّاتِ الْحَسَنَةِ، وَعَلَى هَذَا فَقِسْ.

  فَمَا مِنْ مُبَاحٍ إِلاَّ وَيُمْكِنُ جَعْلُهُ قُرْبَةً بِمِثْلِ هَذِهِ النِّيَّاتِ: «فَإِنَّمَا الأَعْمَالُ بِالنِّيَّاتِ، وَإِنَّمَا لِكُلِّ امْرِئٍ مَا نَوَى».

  وَإِنْ أَمْكَنَ اسْتِحْضَارُ النِّيَّةِ الْحَسَنَةِ، الْكَامِلَةِ فِي الْمَنْدُوبَاتِ وَالْمُبَاحَاتِ، عَلَى سَبِيلِ التَّفْصِيلِ عِنْدَ كُلِّ فِعْلٍ فَهُوَ أَتَمُّ، وَأَفْضَلُ