طلب العلم:
  وَلَمْ يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ(١).
  يَا كُمَيْلُ: الْعِلْمُ خَيْرٌ مِنَ الْمَالِ.
  الْعِلْمُ يَحْرُسُكَ وَأَنْتَ تَحْرُسُ الْمَالَ.
  وَالْمَالُ تَنْقُصُهُ النَّفَقَةُ، وَالْعِلْمُ يَزْكُوا عَلَى الإِنْفَاقِ(٢).
  وَصَنِيعُ الْمَالِ يَزُولُ بِزَوَالِهِ.
  يَا كُمَيْلَ بْنَ زِيَادٍ: مَعْرِفَةُ الْعِلْمِ دِينٌ يُدَانُ بِهِ.
  بِهِ يَكْسِبُ الإِنْسَانُ الطَّاعَةَ فِي حَيَاتِهِ، وَجَمِيلَ الأُحْدُوثَةِ بَعْدَ وَفَاتِهِ.
  وَالْعِلْمُ حَاكِمٌ، وَالْمَالُ مَحْكُومٌ عَلَيْهِ.
  يَا كُمَيْلُ: هَلَكَ خُزَّانُ الأَمْوَالِ وَهُمْ أَحْيَاءٌ، وَالْعُلَمَاءُ بَاقُونَ مَا بَقِيَ الدَّهْرُ، أَعْيَانُهُمْ مَفْقُودَةٌ، وَأَمْثَالُهُمْ فِي الْقُلُوبِ مَوْجُودَةٌ.
  هَاهٍ، هَاهٍ، إِنَّ هَاهُنَا لَعِلْماً جَمًّا.
  وَأَشَارَ بِيَدِهِ إِلَى صَدْرِهِ.
  لَوْ أَصَبْتُ لَهُ حَمَلَةً.
(١) وَقَوْلُهُ: «وَلَمْ يَلْجَؤُوا إِلَى رُكْنٍ وَثِيقٍ»، اللَّجَأُ: الاسْتِنَادُ، يُقَالُ: لَجَأَ فِي أَمْرِهِ إِلَى كَذَا إِذَا كَانَ مُسْتَنِداً إِلَيْهِ ..
وَالْوَثِيقُ الْمُحْكَمُ .....
(٢) وَقَوْلُهُ: «وَالْعِلْمُ يَزْكُوا عَلَى الإِنْفَاقِ»، أَيْ: يَنْمُو وَيَكْثُرُ ..
وَالزَّكَاءُ بِالْمَدِّ النَّمَاءُ، وَالزِّيَادَةُ، يُقَالُ: زَكَا الْمَالُ إِذَا نَمَا وَزَادَ، وَزَكَا الزَّرْعُ وَالْمَالُ يَزْكُو إِذَا كَثُرَ وَزَادَ.