حقيقة التقوى:
  لِنَفْسِهِ(١)، ظِلُّهَا عَرْشُهُ، وَنُورُهَا بَهْجَتُهُ، وَزُوَّارُهَا مَلاَئِكَتُهُ، وَرُفَقَاؤُهَا رُسُلُهُ «. انْتَهَى ..
  وَبِالتَّقْوَى يَجِدُونَ سَعَةً فِي الرِّزْقِ.
  كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ}.
  وَبِالتَّقْوَى تُقْبَلُ الأَعْمَالُ.
  كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {إِنَّمَا يَتَقَبَّلُ اللَّهُ مِنَ الْمُتَّقِينَ ٢٧} ..
  وَبِالتَّقْوَى يَنْضَج عَقْل الإِنْسَانِ، وَيَتَكَوَّن عِنْدَهُ مَلَكَة قَوِيَّة، وَبَصِيرَة نَيِّرَة، تُضِيءُ لَهُ الطَّرِيق الْمُظْلِمِ، وَيُفَرِّقُ بِهَا بَيْنَ الْحَقِّ وَالْبَاطِلِ وَبَيْنَ النَّافِعِ وَالضَّارِّ، بَلْ وَتُكَفِّر سَيِّئَاتهُ، وَتَغْفِر ذُنُوبهُ.
  كَمَا قَالَ اللَّهُ تَعَالَى: {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَتَّقُوا اللَّهَ يَجْعَلْ لَكُمْ فُرْقَانًا وَيُكَفِّرْ عَنْكُمْ سَيِّئَاتِكُمْ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ ذُو الْفَضْلِ الْعَظِيمِ ٢٩}، {يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ وَآمِنُوا بِرَسُولِهِ يُؤْتِكُمْ كِفْلَيْنِ مِنْ رَحْمَتِهِ وَيَجْعَلْ لَكُمْ نُورًا تَمْشُونَ بِهِ وَيَغْفِرْ لَكُمْ وَاللَّهُ غَفُورٌ رَحِيمٌ ٢٨} ..
(١) قَوْلُهُ: «فِي دَارٍ اصْطَنَعَهَا لِنَفْسِهِ»، أَيْ: لِمَنْ يَخْتَصُّهُ وَيَكُونُ ذَا مكَانَةٍ عِنْدَهُ، كَأَنَّهُ فَعَلَهُ مِنْ أَجْلِ نَفْسِهِ، لأَنَّ كُلَّمَا يَفْعَلُهُ الإِنْسَانُ لِنَفْسِهِ، فَهُوَ فِي غَايَةِ الرَّصَانَةِ، وَالْقُوَّةِ وَالنَّصِيحَةِ ...