رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

حقوق الوالدين

صفحة 37 - الجزء 1

  قَالَ: فَكَانَ بِكَ بَرَصٌ فَبَرَأْتَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ.؟

  قَالَ: نَعَمْ.

  قَالَ: لَكَ وَالِدَةٌ.؟

  قَالَ: نَعَمْ.

  قَالَ عُمَرُ: سَمِعْتُ رَسُولَ اللَّهِ ÷ يَقُولُ: «يَأْتِي عَلَيْكُمْ أُوَيْسُ بْنُ عَامِرٍ مَعَ أَمْدَادِ أَهْلِ اليَمَنِ مِنْ مُرَادٍ ثُمَّ مِنْ قَرَنٍ، كَانَ بِهِ بَرَصٌ فَبَرَأَ مِنْهُ إِلاَّ مَوْضِعَ دِرْهَمٍ، لَهُ وَالِدَةٌ هُوَ بِهَا بَرٌّ، لَوْ أَقْسَمَ عَلَى اللَّهِ لأَبَرَّهُ، فَإِنِ اسْتَطَعْتَ أَنْ يَسْتَغْفِرَ لَكَ فَافْعَلْ» فَاسْتَغْفِرْ لِي، فَاسْتَغْفَرَ لَه ..

  لَقَدْ كَانَ أَوَّلُ الثَّلاَثَةِ الَّذِينَ انْطَبَقَتْ عَلَيْهِمُ الصَّخْرَةُ، فَدَعَا اللَّهَ بِصَالِحِ عَمَلِهِ: رَجُلاً بَارًّا بِوَالِدَيْهِ.

  وَخَيْرُ التَّابِعِيْنَ أُوَيْسٌ الْقَرَنِيُّ ¥: كَانَ بَارًّا بِأُمِّهِ، فَكَانَ مُجَابُ الدَّعْوَةِ، يُوصِي النَّبِيّ ÷ عُمَرَ أَنْ يُطْلَبَ مِنْهُ الدُّعَاءُ.

  وَهَذَا فَوْقَ أَنَّهُ شَهَادَةُ بِرٍّ وَصَلاَحٍ لأُوَيْسٍ، فَهُوَ رِسَالَةٌ إِلَى كُلِّ مَنْ كَانَ لَهُ أُمٌّ أَنَّ بِرَّهَا، مِنْ أَسْبَابِ اسْتِنْزَال النَّصْرِ مِنَ اللَّهِ وَاسْتِحْقَاق إِجَابَةِ الدَّعْوَةِ.