حقيقة التقوى:
  لأَنَّ الْمُرَادَ مِنَ التَّقْوَى وِقَايَةُ الْعَبْدِ نَفْسَهُ مِنَ النَّارِ، وَهُوَ إِنَّمَا يَقِي نَفْسَهُ النَّارَ بِمَا ذَكَرَتْ.
  فَالْمُتَّقُونَ: هُمُ الَّذِينَ يَرَاهُم اللَّهُ حَيْثُ أَمْرَهُمْ، وَلاَ يُقْدِمُونَ عَلَى مَا نَهَاهُمْ عَنْهُ.
  وَالْمُتَّقُونَ: هُمُ الَّذِينَ يَعْتَرِفُونَ بالْحَقِّ قَبْلَ أَنْ يُشْهَدَ عَلَيْهِمْ، وَيَعْرِفُونَهُ وَيُؤَدُّونَهُ، وَيُنْكِرُونَ البَاطِلَ وَيَجْتَنِبُونَهُ، وَيَخَافُونَ الرَّبَّ الْجَلِيلَ الذِي لاَ تَخْفَى عَلَيْهِ خَافِيةٌ.
  الْمُتَّقُونَ: يَعْمَلُونَ بِكِتَابِ اللَّهِ فَيُحَرِّمُونَ مَا حَرَّمَهُ، وَيُحِلُّونَ مَا أَحَلَّهُ.
  وَلاَ يَخُونُونَ فِي أَمَانَةٍ، وَلاَ يَرْضُونَ بِالذُّلِّ وَالإِهَانَةِ، وَلاَ يَعُقُّونَ وَلاَ يَقْطَعُونَ، وَلاَ يُؤْذُونَ جِيرَانَهُمْ، وَلاَ يَضْرِبُونَ إِخْوَانَهُمْ، يَصِلُونَ مَنْ قَطَعَهُمْ، وَيُعْطُونَ مَنْ حَرَمَهُمْ، وَيَعْفُونَ عَمَّنْ ظَلَمَهُمْ، الْخَيْرُ عِنْدَهُمْ مَأْمُولٌ، وَالشَّرُّ مِنْ جَانِبِهِمْ مَأْمُونٌ، لاَ يَغْتَابُونَ، وَلاَ يَكَذِبُونَ، وَلاَ يُنَافِقُونَ.
  وَلاَ يَنمُّونَ، وَلاَ يَحْسِدُونَ، وَلاَ يُرَاءُونَ، وَلاَ يُرَابُونَ، وَلاَ يَقْذِفُونَ وَلاَ يَأْمُرُونَ بِمُنْكَرٍ، وَلاَ يَنْهَوْنَ عَنْ مَعْرُوفٍ، بَلْ يَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ