الوصية الخالدة وصية الإمام علي # لابنه الحسن $
  كَانَ، وَتَفَقَّهُ فِي الدِّينِ، وَعَوِّدْ نَفْسَكَ الصَّبْرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ، وَنِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُّرُ.
  وَأَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ، فَإِنَّكَ تُلجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ(١) حَرِيزٍ(٢)، وَمَانِعٍ عَزِيزٍ، وَأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ، فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ وَالْحِرْمَانَ.
  وَأَكْثِرِ الاسْتِخَارَةَ(٣)، وَتَفَهَّمْ وَصِيَّتِي، وَلاَ تَذْهَبَنَّ [عَنْكَ] صَفْحاً(٤) فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ.
  وَاعْلَمْ: أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ(٥)، وَلاَ يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لاَ يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ(٦).
  أَيْ بُنَيَّ: إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنًّا(٧)، وَرَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً(٨) بَادَرْتُ(٩) بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ، وَأَوْرَدْتُ خِصَالاً.
(١) الكهف: الْمَلْجَأُ.
(٢) الْحَرِيزُ: الحافظ ..
(٣) يروى بالخاء أَيْ: اطلب الخيرة مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ كلها.
(٤) ذَهَبَ عَنِ الشَّيْءِ صَفْحاً إِذَا أَعْرَضَ عَنْهُ.
(٥) أَيْ: لاَ ينفع صاحبه في دينه وَلاَ دنياه ...
(٦) أَيْ: لاَ يَجِبُ تَعَلُّمُهُ، أراد أن كل ما لاَ يجب تعلُّمه من العلوم، فإنه لاَ ينتفع بِهِ صاحبه، وعلى هذا يكون أنفع العلوم أوجبِهَا فرضاً، وأعظمها وجوباً.
(٧) بَلَغْتُ سِناًّ: أَيْ: وصلت النهاية من جهة السن.
(٨) الوَهْنُ: الضَّعْفُ.
(٩) بَادَرْتُ أَيْ: أَسْرَعَتُ ..