رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

الوصية الخالدة وصية الإمام علي # لابنه الحسن $

صفحة 414 - الجزء 1

  كَانَ، وَتَفَقَّهُ فِي الدِّينِ، وَعَوِّدْ نَفْسَكَ الصَّبْرَ عَلَى الْمَكْرُوهِ، وَنِعْمَ الْخُلُقُ التَّصَبُّرُ.

  وَأَلْجِئْ نَفْسَكَ فِي الأُمُورِ كُلِّهَا إِلَى إِلَهِكَ، فَإِنَّكَ تُلجِئُهَا إِلَى كَهْفٍ⁣(⁣١) حَرِيزٍ⁣(⁣٢)، وَمَانِعٍ عَزِيزٍ، وَأَخْلِصْ فِي الْمَسْأَلَةِ لِرَبِّكَ، فَإِنَّ بِيَدِهِ الْعَطَاءَ وَالْحِرْمَانَ.

  وَأَكْثِرِ الاسْتِخَارَةَ⁣(⁣٣)، وَتَفَهَّمْ وَصِيَّتِي، وَلاَ تَذْهَبَنَّ [عَنْكَ] صَفْحاً⁣(⁣٤) فَإِنَّ خَيْرَ الْقَوْلِ مَا نَفَعَ.

  وَاعْلَمْ: أَنَّهُ لاَ خَيْرَ فِي عِلْمٍ لاَ يَنْفَعُ⁣(⁣٥)، وَلاَ يُنْتَفَعُ بِعِلْمٍ لاَ يَحِقُّ تَعَلُّمُهُ⁣(⁣٦).

  أَيْ بُنَيَّ: إِنِّي لَمَّا رَأَيْتُنِي قَدْ بَلَغْتُ سِنًّا⁣(⁣٧)، وَرَأَيْتُنِي أَزْدَادُ وَهْناً⁣(⁣٨) بَادَرْتُ⁣(⁣٩) بِوَصِيَّتِي إِلَيْكَ، وَأَوْرَدْتُ خِصَالاً.


(١) الكهف: الْمَلْجَأُ.

(٢) الْحَرِيزُ: الحافظ ..

(٣) يروى بالخاء أَيْ: اطلب الخيرة مِنَ اللَّهِ تَعَالَى فِي جَمِيعِ أُمُورِكَ كلها.

(٤) ذَهَبَ عَنِ الشَّيْءِ صَفْحاً إِذَا أَعْرَضَ عَنْهُ.

(٥) أَيْ: لاَ ينفع صاحبه في دينه وَلاَ دنياه ...

(٦) أَيْ: لاَ يَجِبُ تَعَلُّمُهُ، أراد أن كل ما لاَ يجب تعلُّمه من العلوم، فإنه لاَ ينتفع بِهِ صاحبه، وعلى هذا يكون أنفع العلوم أوجبِهَا فرضاً، وأعظمها وجوباً.

(٧) بَلَغْتُ سِناًّ: أَيْ: وصلت النهاية من جهة السن.

(٨) الوَهْنُ: الضَّعْفُ.

(٩) بَادَرْتُ أَيْ: أَسْرَعَتُ ..