الوصية الخالدة وصية الإمام علي # لابنه الحسن $
  وَمَثَلُ مَنِ اغْتَرَّ بِهَا كَمَثَلِ قَوْم كَانُوا بِمَنْزِل خَصِيب، فَنَبا بِهِمْ إِلَى مَنْزِل جَدِيب، فَلَيْسَ شَيْءٌ أَكْرَهَ إِلَيْهِمْ وَلاَ أَفْظَعَ عِنْدَهُمْ مِنْ مُفَارَقَةِ مَا كَانُوا فيِهِ، إِلَى مَا يَهْجُمُونَ عَلَيْهِ(١)، وَيَصِيرُونَ إِلَيْهِ.
  يَا بُنَيَّ: اجْعَلْ نَفْسَكَ مِيزَاناً فِيَما بَيْنَكَ وَبَيْنَ غَيْرِكَ، فَأَحْبِبْ لِغَيْرِكَ مَا تُحِبُّ لِنَفْسِكَ، وَاكْرَهْ لَهُ مَا تَكْرَهُ لَهَا، وَلاَ تَظْلِمْ كَمَا لاَ تُحِبُّ أَنْ تُظْلَمَ، وَأَحْسِنْ كَمَا تُحِبُّ أَنْ يُحْسَنَ إِلَيْكَ، وَاسْتَقْبِحْ مِنْ نَفْسِكَ مَا تَسْتَقْبِحُ مِنْ غَيْرِكَ، وَارْضَ مِنَ النَّاسِ بِمَا تَرْضَاهُ لَهُمْ مِنْ نَفْسِكَ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تَعْلَمُ وَإِنْ قَلَّ مَا تعْلَمُ، وَلاَ تَقُلْ مَا لاَ تُحِبُّ أَنْ يُقَالَ لَكَ .....
  وَاعْلَمْ: أَنَّ الإِعْجَابَ(٢) ضِدُّ الصَّوَابِ، وَآفَةُ الألْبَابِ(٣).
  فَاسْعَ فِي كَدْحِكَ(٤)، وَلاَ تَكُنْ خَازِناً لِغَيْرِكَ(٥)، وَإِذَا أَنْتَ هُدِيتَ لِقَصْدِكَ فَكُنْ أَخْشَعَ مَا تَكُونُ لِرَبِّكَ.
(١) هجم عَلَى الشَّيْءِ: إذا طلع عَلَيْهِ على بغتة ..
(٢) البَلاَغ - بِالْفَتْحِ -: الكِفاية.
(٣) آفة: علّة. والألباب: العقول.
(٤) الكَدْح: أشد السعي.
(٥) خازناً لغيرك: تجمع المال لِيأخذه الوارثون بعدك.