رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

مسائل في تفسير بر الوالدين وعقوقهما

صفحة 45 - الجزء 1

  ومِنْهَا: أَنَّهُ تَعَالَى قَرَنَ الأَمْرَ بِحَقِّهِمَا بِالأَمْرِ بِحَقِّهِ، وَشَفَعَهُ بِهِ.

  ومِنْهَا: أَنَّهُ تَعَالَى ضَيَّقَ الأَمْرَ بِحَقِّهِمَا، وَلَمْ يُسْقِطْهُ فِي حَالٍ، وَلاَ رَخَّصَ فِيهِ بِأَدْنَى كَلِمَةٍ.

  وَمِنْهَا: إِلْزَامُ الْقِيَامِ بِحَقِّ اللَّهِ فِي حَالِ يَنْتَهِي الإِنْسَانُ فِيهَا إِلَى حَالِ الضَّجَرِ، وَضِيقِ الْخَاطِرِ مِنْ بُلُوغِهِمُ الْكِبَر، وَانْتِهَائِهِمَا إِلَى حَالَةٍ يَنْفِرُ عَنْهُمَا.

  وَمِنْهَا: نَهْيُهُ عَنْ أَدْنَى قَوْلٍ يُؤْذِيهِمَا، فَقَالَ تَعَالَى: {فَلَا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ}.

  قَالَ أَبُو عَلِيٍّ، وَأَبُو مُسْلِمٍ: يَعْنِي: لاَ يَتَبَرَّمُ بِهِمَا، وَلاَ يَضْجَرُ، لأَنَّ الْمُتَبَرِّمَ يُكْثِرُ الأُفّ.

  وَعَنِ ابْنِ عَبَّاسٍ: كَلِمَةُ كَرَاهَةٍ، وَقِيلَ: الْكَلاَمُ الرَّدِيءُ الْغَلِيظِ.

  وَقِيلَ: لاَ يَقُلْ لِنَتَنِهِمَا أُفٍّ.

  قَالَ مُجَاهِدٌ: إِنْ بَلَغَ مِنَ الْكِبَرِ حَالَة يَبُولاَنِ، وَيَتَغَوَّطَانِ، فَلاَ تُقَذِّرْهُمَا، وَأَمِطْهُ عَنْهُمَا كَمَا كَانَا يُمِيطَانِ عَنْكَ صَغِيرًا.

  وَقَوْلَهُ تَعَالَى: {وَلَا تَنْهَرْهُمَا}، يَعْنِي: لاَ تَزْجُرُهُمَا.

  {وَقُلْ لَهُمَا قَوْلًا كَرِيمًا ٢٣}، أَيْ: حَسَنًا.