رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

العقوق

صفحة 52 - الجزء 1

  لِيُعَجِّلَ لَهُ الْعَذَابَ، وَإِنَّ اللَّهَ لِيَزِيدُ فِي عُمُرِ الْعَبْدِ إِذَا كَانَ بَارًّا بِوَالِدَيْهِ لِيَزْدَادَ بِرًّا وَخَيْرًا».

  وَقَالَ كَعْبٌ: «أَجِدُ فِي كِتَابِ اللَّهِ أَنَّهُ إِذَا دَعَاهُ فَلَمْ يُجِبْهُ فَقَدْ عَقَّهُ، وَإِذَا أَلْجَأَهُ إِلَى أَنْ يَدْعُوَ عَلَيْهِ وَيَبْكِيَ إِلَى اللَّهِ مِنْهُ فِيمَا بَيْنَهُ وَبَيْنَهُ فَقَدْ عَقَّهُ كُلَّ الْعُقُوقِ، وَإِذَا ائْتَمَنَهُ فَخَانَهُ فَقَدْ عَقَّهُ، وَإِذَا سَأَلَهُ مِمَّا يَقْدِرُ عَلَيْهِ فَمَنَعَهُ فَقَدْ عَقَّهُ».

  يَا بُنَيَّ: فَهَلْ يَأْمَنِ الْعَاقُّونَ أَنْ تَحِلَّ بِهِمْ كَارِثَةٌ، أَوْ تُصِيبَهُمْ مُصِيبَةٌ.؟

  وَمَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ عَقَّهُ أَبْنَاؤُهُ:

  وَاعْلَمْ يَا بُنَيَّ: أَنَّ الْعُقُوقَ دَيْنٌ لاَ بُدَّ مِنْ قَضَائِهِ، فَإِنَّ الْجَزَاءَ مِنْ جِنْسِ الْعَمَلِ، وَمَا رَبُّك بِظَلاَّمٍ لِّلْعَبِيدِ.

  فَكَمَا تَدِينُ تُدَانُ، فَمَنْ بَرَّ وَالِدَيْهِ بَرَّهُ أَوْلاَدُهُ، كَمَا يَأْتِي فِي الْخَبَرِ وَمَنْ عَقَّهُمَا عَقَّهُ أَوْلاَدُهُ جَزَاءً وِفَاقًا.

  كَمَا رُوِيَ عَنِ النَّبِيِّ ÷ أَنَّهُ قَالَ: «بَرُّوا آبَاءَكُمْ تَبَرَّكُمْ أَبْنَاؤُكُمْ».