رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

العقوق

صفحة 53 - الجزء 1

  وَعَنْ وَهْبِ بْنِ مُنَبِّهٍ قَالَ: أَوْحَى اللَّهُ ø إِلَى مُوسَى #: «يَا مُوسَى وَقِّرْ وَالِدَيْكَ، فَإِنَّهُ مَنْ وَقَّرَ وَالِدَيْهِ مَدَدْتُ لَهُ فِي عُمُرِهِ، وَوَهَبْتُ لَهُ وَلَدًا يُبِرُّهُ، وَمَنْ عَقَّ وَالِدَيْهِ قَصَّرْتُ لَهُ مِنْ عُمُرِهِ، وَوَهَبْتُ لَهُ وَلَدًا يَعُقُّهُ» ...

  وَقَالَ بَعْضُ الْحُكَمَاءِ: «مَنْ عَصَى وَالِدَيْهِ لَمْ يَنَلِ السُّرُورَ مِنْ وَلَدِهِ».

  وَعَنْ ثَابِتٍ الْبُنَانِيِّ قَالَ: «رَأَيْت رَجُلاً يَضْرِبُ أَبَاهُ فِي مَوْضِعٍ.

  فَقِيلَ لَهُ مَا هَذَا.؟

  فَقَالَ الأَبُ: خَلُّوا عَنْهُ فَإِنِّي كُنْت أَضْرِبُ أَبِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ فَابْتُلِيت بِابْنِي يَضْرِبُنِي فِي هَذَا الْمَوْضِعِ».

  وَرُوِيَ عَنِ الأَصْمَعِيِّ أَنَّهُ قَالَ: حَدَّثَنِي رَجُلٌ مِنَ الأَعْرَابِ قَالَ: «خَرَجْتُ مِنَ الْحَيِّ أَطْلُبُ أَعَقَّ النَّاسِ، وأَبَرَّ النَّاسِ، فَكُنْتُ أَطُوفُ بِالأَحْيَاءِ حَتَّى انْتَهَيْتُ إِلَى شَيْخٍ فِي عُنُقِهِ حَبْلٌ يَسْقِي بِدَلْوٍ لاَ تُطِيقُهُ الإِبِلُ فِي الْهَاجِرَةِ وَالْحَرُّ شَدِيدٌ، وخَلْفَهُ شَابٌّ فِي يَدِهِ سَوْطٌ يَضْرِبُهُ بِهِ، قدْ شَقَّ ظَهْرَهُ بِذَلِكَ الْحَبْلِ.

  فقُلْتُ: أَمَا تَتَّقِي اللَّهَ فِي هَذَا الشَّيْخِ الضَّعِيفِ.؟

  أَمَا يَكْفِيهِ مَا هُوَ فِيهِ.؟