رسالة يا بني،

طيب عوض منصور (معاصر)

ترك الإحسان إلى الوالدين سبب في سوء الخاتمة

صفحة 69 - الجزء 1

  فَانْطَلَقَ بِلاَلٌ فَسَمِعَ عَلْقَمَةَ يَقُولُ: مِنْ دَاخِلِ الدَّارِ (لاَ إِلَهَ إِلاَّ اللَّهُ) فَدَخَلَ بِلاَلٌ فَقَالَ يَا هَؤُلاَءِ إِنَّ سَخَطَ أُمِّ عَلْقَمَةَ حَجَبَ لِسَانَهُ عَنِ الشَّهَادَةِ، وَإِنَّ رِضَاهَا أَطْلَقَ لِسَانَهُ، ثُمَّ مَاتَ عَلْقَمَةُ مِنْ يَوْمِهِ.

  فَحَضَرَهُ النَّبِيُّ ÷ فَأَمَرَ بِغُسْلِهِ، وَتَكْفِينِهِ، ثُمَّ صَلَّى عَلَيْهِ وَحَضَرَ دَفْنَهُ.

  ثُمَّ قَامَ عَلَى شَفِيرِ قَبْرِهِ وَقَالَ: «يَا مَعْشَرَ الْمُهَاجِرِينَ وَالأَنْصَارِ مَنْ فَضَّلَ زَوْجَتَهُ عَلَى أُمِّهِ فَعَلَيْهِ لَعْنَةُ اللَّهِ وَالْمَلاَئِكَةِ وَالنَّاسِ أَجْمَعِينَ، لاَ يَقْبَلُ اللَّهُ مِنْهُ صَرْفًا وَلاَ عَدْلاً، إِلاَّ أَنْ يَتُوبَ إِلَى اللَّهِ ø وَيُحْسِنَ إِلَيْهَا وَيَطْلُبَ رِضَاهَا فَرِضَا اللَّهِ ø فِي رِضَاهَا وَسَخَطُ اللَّهِ فِي سَخَطِهَا». انْتَهَى ...

  أَلاَ تَرَى يَا بُنَيَّ: كَيْفَ حَجَبَ عُقُوقُ الْوَالِدَيْنِ لِسَانَهُ عَنِ النُّطْقِ بِالشَّهَادَةِ.؟

  هَلْ نَفَعَهُ بِرَّهُ بِزَوْجَتِهِ.؟

  كَلاَّ.

  هَلْ نَفَعَتْهُ صَلاَتهُ، وَصِيَامهُ، وَحَجّهُ، وَجِهَادهُ، وَجَمِيع عَمَلِهِ.؟