الإحياء على شهادة الإجماع،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

شيوخه ورحلته العلمية إلى العراق:

صفحة 13 - الجزء 1

  وهذا كما هو يبدو يشكك نوعاً ما في صحة كون كل من السلطان حاتم بن أحمد والقاضي أحمد بن عبد السلام وابنه الشاعر يحيى من الباطنية؛ على أنه ينبغي الأخذ بعين الاعتبار أن «صنعاء» في ذلك الحين كانت تحت حكم السلاطين من بني اليامي ومنهم السلطان حاتم المذكور الذي استولى على «صنعاء» سنة (٥٣٥ هـ)، وكان بنو اليامي باطنية إلا من تزيد منهم وناصر وبايع أئمة الزيدية كالإمامين المتوكل على الله أحمد بن سليمان، والمنصور بالله عبد الله بن حمزة والذي كانت زوجته «منعة» من بني اليامي.

  وأما اعتناق القاضي جعفر لمقالة المطرفية فقد ذكره غير واحد، كصاحب (مطلع البدور) و (الطبقات) اللذين نصا على ذلك، ونجد في (سيرة الإمام أحمد بن سليمان) للثقفي أصل ذلك، وعنه فيما يبدو نقل الباقون، وفي (مآثر الأبرار) لابن فند - الذي ينقل عن (كاشفة الغمة) للهادي الوزير - ذكر ذلك؛ حيث ورد أنه اعتذر للإمام «عن أمور كانت منه مع المطرفية ولما وصل العراق تبين له أنه على غير شيء، فعذره الإمام # وجعله في حِلٍّ». ثم عندما وصل الفقيه الزيدي زيد بن الحسن البيهقي البَرُوْقَني من العراق إلى اليمن سنة (٥٤٠ هـ) باستدعاء من السيد عُلَي بن عيسى بن حمزة الحسني - التقى به القاضي جعفر وقرأ عليه وراجعه، فتمخض ذلك عن ترك القاضي جعفر لمقالة المطرفية والقول بمذهب الزيدية.

شيوخه ورحلته العلمية إلى العراق:

  رحل القاضي جعفر إلى العراق في رحلة علمية، قيل⁣(⁣١): سار وهو أعلم أهل اليمن، ورجع وهو أعلم أهل العراق.

  وكان قد درس على الفقيه زيد بن الحسن الكني البروقني الزيدي بعد وصول الفقيه زيد إلى اليمن، وأخذ منه إجازة عامة، ولما أراد الفقيه زيد


(١) القائل هو السيد الهادي بن إبراهيم الوزير في (كاشفة الغمة - مخطوط)، نقل ذلك عنه الشامي في (تاريخ اليمن الفكري: ٥٥٤: ١). وفي الترجان (٩٤ أ - مخطوط) نحوه.