الإحياء على شهادة الإجماع،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

(1) ترجمة القاضي جعفر

صفحة 15 - الجزء 1

  وسمع على الزاهد مسعود الغزنوي بالكوفة أحاديث في فضل اليمن. وسمع بمكة كتاب (المواقف الخمسين) على أبي المظفر الفلكي، وسمع (خبر عابد بني إسرائيل) على أبي الفضل عبد الله بن أبي الفتح. وغيرها.

  وقد عاد القاضي جعفر من رحلته إلى اليمن سنة (٥٥٤ هـ)، كما هو مكتوب على شاهد قبره.

  قال الشامي عن عودة القاضي إلى اليمن إنه «استصحب عند عودته أمهات الكتب في الأصول والفروع والمعقول والمسموع وعلوم القرآن العظيم كما أن تلميذه⁣(⁣١) الإمام عبد الله بن حمزة أرسل بعد ذلك دعاته إلى العراق وغيرها لاستنساخ⁣(⁣٢) مؤلفات المعتزلة وكان ذلك سبب حفظها⁣(⁣٣). وهو فضل للزيدية وشيخها القاضي جعفر⁣(⁣٤) على المعتزلة والتراث الإسلامي لا ينكر، ولولاه لضاع منه الجم الكثير⁣(⁣٥)).


(١) فيه نظر؛ فلم يُذكر الإمام فيما أعلم ضمن تلامذة القاضي، وسبق تعليق في هذا الشأن. وتلميذ القاضي المباشر هو حمزة بن سليمان والد الإمام المنصور #، والذي كان يُروى عن القاضي جعفر أنه يصلح للإمامة، ويقول: لو دعا لأجبناه، ذكره الشهيد حميد في الحدائق الوردية.

(٢) كلام الشامي يوهم أن الإرسال كان الغرض الاستنساخ فقط، وليس بصحيح؛ إذ الإمام أرسل دعاته لزيدية العراق والجيل والديلم، فبويع له هناك و خُطب باسمه في الجمع والأعياد وكانت ترسل إليه الزكاة.

(٣) سبق إيراد نص كلام الإمام عبد الله بن حمزة # (الشافي: ٢٩٦: ٢) الذي يذكر نوعية الكتب التي عاد بها القاضي جعفر من العراق.

(٤) وبالاطلاع على صفحات عناوين كتب مخطوطات أوقاف الجامع الكبير بصنعاء نرى أن كثيراً منها من خزانة ظفار داود (ذيبين) وهي المكتبة التي أنشأها الإمام المنصور بالله ووقف كتبه فيها لأهل العدل والتوحيد.

(٥) تاريخ اليمن الفكري: (٥٥٢: ١).