(1) ترجمة القاضي جعفر
  وقد أخذ الثقفي صفحات بعد هذا في رواية أخبار أخرى متعلقة بالإمام عن (جنب) و (زبيد) وغيرهما مما ليس من موضوعنا، إلى أن يقول: «وقد كان الإمام رأى تأجيل الحرب على أهل (زبيد) وأن يعود إلى بلاده، «وأمر جنبا فتفرقوا من حلتهم وأمر بقلع مضربه من هنالك، وقد كان لَمَّا هَمَّ أيضاً على المطرفية بالمخرج إليهم والمحاربة لهم حتى يعودوا عما هم فيه من البدعة والضلال ونكث البيعة وسوء الفعال، وهو # ببلاد (زبيد) فارتاعوا لذلك ووصل إليه شيخهم إبراهيم بن عبد الله الحجلم في جماعة مَنْ وصلوا بحريم لهم ونفر، فعمدوا إليه وهو في جانبه بصباح، وحضرت عنس وزبيد، فاعترف إبراهيم الحجلم وأصحابه بالخطأ ونكث البيعة وأنهم قد أتوا بخلاف الدين، وأقروا للإمام # بالإمامة، وطلبوا منه الصفح عنهم والعفو والقبول لتوبتهم، فتاب عليهم وعفا عنهم. وتقدم إلى بلاد بني شهاب فافترقت أهل (وقش) فرقتين: فرقة هربوا من الإمام وأضروا على الأنام، وفرقة أطاعوا وتابوا واستغفروا، فقبل منهم، ودخل وَقَشاً، وأَحَلَّ بها القاضي الأجل جعفر بن أحمد بن أبي يحيى بأهله»(١).
  هذا ما كان من أمر القاضي جعفر ما ذكره الثقفي في (سيرة الإمام أحمد بن سليمان)، أما كيف ومتى عاد من (وقش) إلى (سناع)، وهل استقر في (سناع) إلى أن توفاه الله تعالى هناك ولم يغادرها، أم أوذي من قبل مطرفية (سناع) فغادرها ثم رجع إليها من بعد، وهل بقي في (سناع) أحد من المطرفية أم غادروها - فلم تسعفني المراجع التي بين يدي بشيء من بذلك.
  واللافت للنظر ههنا هو الكم الكثير من مؤلفات القاضي جعفر التي أفردها وخصصها للكلام عن المطرفية، فقد وصل عددها إلى (٤١) واحد وأربعين مؤلفاً بين مختصر وبسيط، عددها القاضي جعفر نفسه في كتابه
(١) سيرة الثقفي: (٢٩٧ - ٢٩٨).