تلامذة القاضي جعفر:
  جعفر في (إب) و (شواحط) ولا متى عاد إلى (صنعاء) من زيارته تلك. وبناء على ذلك فالذي أميل إليه إلى الآن أن الكتب الثلاثة الأخيرة هي أيضاً ما تمخضت عنه زيارة القاضي جعفر إلى (إب) وما جرى فيها من المناظرات، وأنها ردود على الحنابلة من تلاميذ ابن أبي الخير وعلى بعض الأشعرية هناك.
تلامذة القاضي جعفر:
  قال الزحيف في (مآثر الأبرار): «وكان له قصد صالح ووجاهة؛ ولهذا استفاد عليه جماهير علماء الزيدية في وقته، وصاروا أئمة يُضرب بعلمهم المثل حتى قيل: هم معتزلة اليمن».
  قلت: لا أدري ما مبرر هذا القول: «معتزلة اليمن» والقاضي وتلامذته زيدية؟! ولو كان ذلك للتوافق بينهم وبين بعض المعتزلة في القول بأحوال أبي هاشم مثلا فذلك لا يُخْرِج الزيدي عن كونه زيديًّا ولا ينتقل به إلى المعتزلة، وإن كان لا بد فيقال على سبيل التنزل: «معتزلة الزيدية»، لا «معتزلة اليمن» هكذا على الإطلاق أو كما في سياق الزحيف، فشيخهم زيدي وهم زيدية، وقد ظلوا زيدية حتى الممات(١).
  نعم، من هؤلاء النوابغ والأفذاذ تلامذة القاضي جعفر:
  - السيد حمزة بن سليمان، والد الإمام المنصور بالله عبدالله بن حمزة.
  - والأمير بدر الدين محمد بن أحمد بن يحيى بن يحيى (ت ٦١٤ هـ).
  - والأمير شمس الدين يحيى بن أحمد بن يحيى بن يحيى (ت ٦٠٦ هـ).
  - والشيخ حسام الدين الحسن بن محمد الرصاص (ت ٥٨٤ هـ).
(١) قال القاضي جعفر في كتابه (شرح قصيدة الصاحب بن عباد) - مخطوط تحت التحقيق - ضمن كلام عن المعتزلة: «ولهم تحقيق مَرْضِيٌّ في كافة مسائلهم التي تتعلق بالاعتقاد، غير أنهم قصروا في حق علي بن أبي طالب تقصيراً يفتُّ عَضُدَ تحقيقهم ويُغَبِّرُ في وجه إمعانهم في النظر وتدقيقهم».