[فيما اتفق عليه الزيدية في الأجسام والأعراض الضرورية، ومخالفة المطرفية في ذلك]

  فصلُ⁣^(⁣١): أجمعت الزيدية على أن جميع الأجسام والأعراض الضرورية فعلُ الله سبحانه لا فاعل لها غيره، سواء كانت محبوبة أو مكروهة، فالمحبوب من الأجسام: كالأولاد الذكور والفواكه والحبوب، ومن الأعراض: كالحياة والقدرة والألوان الحسنة والروائح الطيبة وما جرى هذا المجرى. والكريه من الأجسام: كالبنات من الأولاد والبرد والجراد، ومن الأعراض: كالألوان الشويهة والروائح النتنة والأمراض والعلل وما جرى هذا المجرى.

  ثم أجمعوا على أن جميع أفعال الله سبحانه إرادة له سبحانه ومراد. ثم أجمعوا

(١) هذا الفصل موجود ضمن المجموع المخطوط رقم (١١٩١) الموجود في مكتبة الدولة البافارية في ميونيخ ب (ألمانيا)، وهو في صفحة واحدة لم يذكر اسم المؤلف عليها. ويبدو لي أن هذا الفصل للقاضي جعفر وأنه من كتاب (شهادة الإجماع) أو (تعديل شهادة الإجماع) أحد مؤلفات القاضي الخاصة بالمطرفية؛ وذلك بالمقارنة مع ما في كتاب (الإحياء على شهادة الإجماع) الذي يدور حول نفس الموضوع: الإجماع ومخالفة الإجماع، وبنفس الأسلوب، لكن المسائل أكثر وبطريقة أوسع وأكثر بسطاً. أوردته بمثابة توطئة لكتاب (الإحياء).