(١) ترجمة القاضي جعفر

  هو العلَّامة، الْمُتكَلِّم، الأصولي، الْمُحَدِّث، الفقيه، القاضي، أحد أعلام الفكر الإسلامي وكبار شيوخ الزيدية وجهابذة أهل العدل والتوحيد، جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى⁣^(⁣١)، أو جعفر بن أحمد بن أبي يحيي كما في بعض مخطوطات كتبه، وعند البعض: جعفر بن أحمد بن أبي يحيى بن عبد السلام⁣^(⁣٢)، النِّهْمِي، البُهْلُوْلِي، الأَبْنَاوِي، شمس الدين، أبو الفضل⁣^(⁣٣).

  فالأولان: جعفر بن أحمد بن عبد السلام بن أبي يحيى، وجعفر بن أحمد بن أبي يحيى - صحيحان، ويبدو أنها من قبيل رفع النسب، ذكر في الأول جده القريب «عبد السلام» مع الجد الأعلى «أبي يحيى»، وفي الثاني اكتفي بجده الأعلى، وهو إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى الْمَدَنِي (ت ١٨٤ هـ)، نَصَّ على ذلك الإمام المنصور بالله عبد الله بن حمزة (ت ٦١٤ هـ) في كتابه (الشافي⁣^(⁣٤))، حيث قال في سياق ذكر رواة الأخبار من أهل العدل والتوحيد: (ومنهم: إبراهيم بن محمد بن أبي يحيى، جد القاضي شمس الدين جعفر بن أحمد بن أبي يحيى رضوان الله عليه». وهو شيخ محمد بن إدريس الشافعي (ت ٢٠٤ هـ). وأما الثالث فيبدو لي أنه غير صحيح، وأنه من باب السهو والخطأ.

  «النِّهْمِي» نسبة إلى بلاد (نِهْم) الواقعة شمال شرق (صنعاء)، «البُهْلُوْلِي» نسبة إلى بلاد (بَنِي بُهْاُول) من نواحي شرق (صنعاء)، «الأَبْنَاوِي» إمَّا نسبة إلى

(١) كما في (التحف) و (طبقات الزيدية) ومواضع من (سيرة الإمام أحمد بن سليمان).

(٢) كما في (مطلع البدور) و مواضع أخرى من (سيرة الإمام أحمد بن سليمان) وغيرهما.

(٣) من عجائب المحقق إمام حنفي في مقدمة تحقيقه لكتاب القاضي جعفر (مقاود الإنصاف) أنه اعترض على هذه الكنية وَخَطَّأ الناسخ لكتابين من كتب القاضي لكونه كتب أنهما للقاضي أبي الفضل، قال في الموضع الأول: «وكنيته شمس الدين وليس أبو [كذا] الفضل»، وفي الموضع الثاني: «وأخطأ الناسخ كذلك في ذكر كنيته»! وكأنه لم يميز أن الكنية غير الاسم واللقب، وأنها تكون مصَدَّرة بلفظ أم أو أب، كأم الخير وأبي لهب.

(٤) الشافي: (١: ٤٧٦).