(1) ترجمة القاضي جعفر
  «الأبناء» وهم الفرس الذين سكنوا اليمن قبل وبعد الإسلام كا «باذان» و «وهب بن مُنَبِّه» وغيرها، وإما نسبة إلى قرية (الأبناء) من (وادي السِّرِّ) في ناحية (بَنِي حُشَيْش).
  لم تذكر له المراجع التي عدت إليها تاريخَ ميلادٍ ولا مكان مولد. يُذكر حين يذكر اسمه مقرونا ب «القاضي» فيقال: «القاضي جعفر» و «القاضي شمس الدين»، وهذا نجده في كتب الزيدية الكلامية والأصولية والفقهية وغيرها من كتبهم، وكأنه مما تسالموا عليه أنه إذا أطلق فالمراد هو، لكن هل كان قاضيا فعلا بمعنى: أنه تَولَّى القضاء أم لأن والده كان قاضي صنعاء أم لأنه ينحدر من أسرة اشتهرت بالقضاء؟ كتب التراجم لم تذكر ما يشير إلى أيٍّ من ذلك، لا في (مطلع البدور) ولا (الطبقات) ولا (تاريخ اليمن الفكري)، وما وجدت ذلك إلا في (سيرة الإمام أحمد بن سليمان) للثقفي الذي ذكر أنه من قضاة الإمام أحمد بن سليمان #؛ إذ ولاه الإمام القضاءَ وخطبةَ الجمعة بصنعاء(١).
  قال عنه أحمد بن محمد الشامي في (تاريخ اليمن الفكري): «شيخ الزيدية ومِدْرَهُهَا(٢) الفَذُّ»، وقال أيضاً: «القاضى البهلولي جُذَيْلُ الْجَدَل الْمُحَكَّك، وعُذَيْقُ الْمُنَاظرات الْمُرَجَّب(٣)».
(١) سيرة الإمام أحمد بن سليمان، للثقفي: (١٦٠). وفي الترجمان لابن مظفر: (٩٣ ب) مخطوط، ولعله ناقل عن الثقفي.
(٢) الْمِدْرَه - بالهاء لا بالتاء -: زعيم القوم والمتكلم عنهم. صحاح الجوهري مادة (دره): ٢٢٣١: ٦) ..
(٣) الجذيل المحكك معناه: أنه العماد والملجأ عند الشدائد، «وقال أبو عبيد: الجذيل تصغير جذل، وهو عود ينصب للإبل الجربى لتحتك به من الجرب، فأراد أنه يستشفى برأيه كما تستشفي الجربي بالاحتكاك بذلك العود» «.. ويقول الرجل لصاحبه: أجذل للقوم، أي: انتصب لهم وكن مخاصما مقاتلاً، والعرب تقول: فلان جذل حكاك خشعت عنه الأبن، يعنون: أنه منقح لا يرمي بشيء إلا زل عنه ونبا». والعذيق المرجب معناه: أنه يعول على رأيه كما تعول النخلة على الرجية. العذيق: تضغير عذق، والعذق - بفتح العين - النخلة، فإذا مالت الخلة الكريمة بنوا من جانبها المائل بناء مرتفعا =