الإحياء على شهادة الإجماع،

جعفر بن أحمد بن عبد السلام (المتوفى: 573 هـ)

(1) ترجمة القاضي جعفر

صفحة 11 - الجزء 1

  وقال عنه ابن أبي الرجال في (مطلع البدور): «شيخ الإسلام، ناصر الْمِلَّه شمس الدين، وارث علوم الأئمة الأطهرين، جعفر بن أحمد بن أبي يحيى بن عبد السلام ¦ شيخ الزيدية ومتكلمهم ومحدثهم».

  وقال عنه ابن فند في (مآثر الأبرار): «عالم الزيدية المخترعة وإمامها».

  ومن ورعه وتثبته وتحريه في الرواية ما ذكره الإمام عبد الله بن حمزة #؛ حيث قال: «ولما وصل القاضي جعفر من العراق بالعلوم التي لم يصل بها سواه: من الأصول والفروع، والمعقول والمسموع، وعلوم القرآن العظيم، والأخبار الجمة عن النبي ÷ وعن فضلاء الأئمة من العترة وسائر العلماء⁣(⁣١)، وكان من جملة هذه الأخبار أخبارٌ في صفة الجنة والنار، مروية عن النبي ÷، فطلب جماعةٌ من الإخوان قراءتها عليه وروايتها، فامتنع من ذلك في مجالس الأخبار، فألحَّ عليه منهم من ألح، فذكر أنه قرأها على شيخ له بمكة، وكان شيخه هذا له يدٌ طائلة في علم العربية، وحكى عنه أنه يُصْلِحُ ما يجد في الأخبار من اللحن ويعتلُّ أن النبي ÷ ان كان لا يَلْحَنُ، فعاب ذلك عليه شيخنا⁣(⁣٢) القاضي وامتنع من الرواية، وقال: إني لا آمن أن يكون في هذه الأخبار شيء أَصْلَحَهُ على خلاف ما رواه عن شيوخه»⁣(⁣٣).


= يدعمها لئلا تسقط، وذلك هو الترحيب. انظر تهذيب اللغة للأزهري: (٣: ٢٤٩) وغريب الحديث للقاسم بن سلام: (٤: ١٥٣ - ١٥٤).

(١) كلام الإمام المنصور بالله # يبين نوع الكتب والمؤلفات التي قدم بها القاضي جعفر، وهو رد على ما يفهم من سياق كلام البعض أنها كانت كتباً للمعتزلة فقط.

(٢) قوله: «شيخنا» المراد شيخه بالواسطة، أعني: بواسطة شيخ الإمام المباشر الشيخ الحسن بن محمد الرصاص تلميذ القاضي جعفر، رحمة الله عليهم جميعاً. واحتمال اللقاء بينهما وارد؛ إذ ميلاد الإمام سنة (٥٦١ هـ) ووفاة القاضي سنة (٥٧٣ هـ) فيكون عمر الإمام ثلاثة عشر عاما، وهذا السن يمكن فيها التلقي والسماع، كما سمع الشيخ الحسن الرصاص على القاضي جعفر وهو ابن عشر فيما يحكى عنه.

(٣) الشافي للإمام عبد الله بن حمزة: (٢٩٦: ٢).