القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

التفكر في المخلوقات هو الدليل للمعرفة

صفحة 16 - الجزء 1

  لهداية الإنسان لقوانين الحياة، وعلل الوجود، وسنن الكون، وحقائق الأشياء، لتكون هذه هي المنارات التي تكشف له عن مبدع الكون وخالقه، وأن معرفة الله إنما هي نتيجة تفكير عقل ذكي ملهم، وثمرة تدبر عميق مشرق قد استنار بنور الهداية واستضاء بمصباح الهدي النبوي وتأمَّلَ لمعاني صرائح القرآن الإلهي وتأمَّلَ بوعي كلام الله وتَدَبَّر كلام الله في قوله تعالى: {قُلِ الحَمدُ لِلَّهِ وَسَلامٌ عَلى عِبادِهِ الَّذينَ اصطَفى آللَّهُ خَيرٌ أَمّا يُشرِكونَ ٥٩ أَمَّن خَلَقَ السَّماواتِ وَالأَرضَ وَأَنزَلَ لَكُم مِنَ السَّماءِ ماءً فَأَنبَتنا بِهِ حَدائِقَ ذاتَ بَهجَةٍ ما كانَ لَكُم أَن تُنبِتوا شَجَرَها أَإِلهٌ مَعَ اللَّهِ بَل هُم قَومٌ يَعدِلونَ ٦٠}⁣[النمل: ٥٩ - ٦٠]

  إذا نظر العاقل وتدبر هذه الآيات العظيمة بتأمل وتفكر فإنها تفتح له أبواباً واسعة من الإيمان بالله والإقرار به والتصديق الذي لا يخالطه ريب، إنها تنفعل لها النفوس وتخر مذعنة أمام هذه الألفاظ، إنها تكشف له عن أكبر حقيقة من حقائق هذا الوجود وتبرهن عن ذات