القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

السؤال الثاني كيف يعذبنا بما عملنا وهو عالم بما سنفعله

صفحة 28 - الجزء 1

  موجود لأنه لا ييقدر أن يتصوره مع انه موجود في جسمه فتامل. والله الموفق.

  وأما السؤال الثاني وهو قوله: كيف يعذبنا بما عملنا وهو عالم بما سنفعله من المعاصي وهو العلي الحكيم وقد خلقنا وهو عالم بما نفعله لتقدم علمه؟

  فالجواب أنا نقول: نعم إنه لا يعذب إلا من علم أنه قد عصاه وليس هنا إشكال ولعل السائل أراد كيف يعذبنا على المعاصي وقد سبق في علمه أنا سنعصي ومكننا من ذلك؟ ليتجه الإشكال، وحاصل الإشكال أن الله سبحانه قد علم بالعاصي قبل أن يعصي فكيف يعذبه وهو الذي خلقه ومكنسه.

  فنقول: إن الله خلق الخلق بما قضت حكمته لعباده كما قال تعالى: {وَما خَلَقتُ الجِنَّ وَالإِنسَ إِلّا لِيَعبُدونِ}⁣[الذاريات: ٥٦] وذلك منه تعريض على الخير وعلى ما فيه سعادتهم في الدنيا والآخرة، فالباعث على الخلق وسببه هو ما ذكرنا، وأما الغاية فليست تعود على السبب