القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

السؤال الثاني كيف يعذبنا بما عملنا وهو عالم بما سنفعله

صفحة 30 - الجزء 1

  الإبتدائية وهو وجه حسن عقلاً.

  ومثال ذلك: كما يحسن تقديم الطعام للجائعين سواء قبل كلهم أم لا؛ لأن عرض الطعام عليهم مع حاجتهم إليه نعمة وفعل حسن يعرف ذلك كل عاقل ولو علم المحسن أنهم لا يقبلون إحسانه فالتعريض حسن حيث كان الباعث للمحسن هو الإحسان فعدم قبول من رد لا يغير وجه الحسن وذلك معروف عقلاً.

  ودليل آخر: لو قبح تكليف الكافر لأجل رده لحسن تكليف المؤمن لأجل قبوله فيتوقف أحدهما على الآخر فلا يتم إحسان الله ونعمته ألا يفعل أحدنا وهو القبول، وهذا مع كونه محالاً في الشاهد، وكونه يقتضي ألا تستقل نعمة الله بالتكليف فإنه يقتضي وقوف كل واحد من الأمرين على الآخر.

  وأيضا يقال: لا يخلوا قبح هذا التكليف إما أن يرجع إلى المكلِّف وهو علمه بأن المكلَّف، لا يقبل فالعلم ليس له تأثير بعد التمكين من النفع، وأما أن يرجع إلى المكلَّف وليس إلا كونه لا يقبل وهذا متأخر عن التكليف