التكليف وحسناته
التكليف وحسناته
  إذا عرفت ذلك علمت أن التكليف للعباد حسن قطعاً مؤمنهم وكافرهم، ومن سبق في علم الله أنه يقبل، ومن سبق في علم الله أنه لا يقبل، لأن ذلك تعرض للسعادة الأبدية وذلك حسن قطعاً.
  وقد استدل بعضهم على حسن التكلييف مطلقا بقوله: لأن قبح التكليف لا يخلو وجه قبحه من أنه إما ظلم أو عبث إذ لا وجه يقتضي قبحه إلا ذلك، لا يصح لكونه ظلماً لأنه إن جعل ظلماً فليس إلا لما يتبعه من العقوبة مع عدم القبول فالعقوبة ليست على نفس التكليف، وإنما العقوبة على فعل القبيح أو ترك الواجب، وهما جهتان لحسن العقاب، فليس العقاب ظلماً وإن جعل التكليف ظلماً لما يلحق من المشقة فالكافر لم يفعل واجباً ولم يترك محرماً حيث لم يلتزم بالتكليف فلا مشقة، ولأنه يلزم في المؤمن وهو الذي تلحقه المشقة إن جعل ظلما؛ لأن التكليف ضرر في نفسه فهذا الوجه ثابت في المؤمن فيكون بتكليفه ظلماً ولا قائل به فبطل كون التكليف ظلماً