القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

السؤال الثالث أين الرحمة من عذاب النار الأبدي

صفحة 39 - الجزء 1

  للشاكرين لا يقال: إذا كانت الطاعات شكراً فلا استحقاق للثواب في الآخرة لأنا نقول: أن الدليل القاطع قد قضى بأن الطاعات شكر بقوله تعالى: {اعمَلوا آلَ داوودَ شُكرًا وَقَليلٌ مِن عِبادِيَ الشَّكورُ}⁣[سبأ: ١٣] والثواب في الآخرة جزاء للشاكرين وللإمتثال لأن الشكر عبادة وطاعة وحيث أن الله قد جعل الطاعات شكرا ولم تَعُدْ منها فائدة لا للشاكر ولا للمشكور فهي عبث من هذه الطريقة فلزم أن تكون شكراً من حيث أن الله جعلها شكراً وفائدتها للشاكر هو الجزاء بالثواب الدائم ولو لم نقل هكذا للزم أن تكون عبثاً ولا يجوز على الحكيم فليتأمل.

  وفي هذا القول جمع بين الأدلة حيث أن الله قد صرح في كثير من الآيات أن للأعمال جزاء كقوله تعالى: {فَمَن يَعمَل مِنَ الصّالِحاتِ وَهُوَ مُؤمِنٌ فَلا كُفرانَ لِسَعيِهِ وَإِنّا لَهُ كاتِبونَ}⁣[الأنبياء: ٩٤] {وَمَن يُطِعِ اللَّهَ وَرَسولَهُ يُدخِلهُ جَنّاتٍ تَجري مِن تَحتِهَا الأَنهارُ}⁣[النساء: ١٣] وغير ذلك وقد صرح بأن