السؤال الثالث أين الرحمة من عذاب النار الأبدي
صفحة 41
- الجزء 1
  فلو لم يقطع المثاب بدوامه لأدى ذلك إلى التنغيص المنفي عن أهل الثواب.
  وأيضا قد حسن من الله دوام التفضل فلو كان الثواب منقطعاً لكان التفضل أعلى حالاً من الثواب، ولقبح التكليف لأجل الثواب، ولاختار العقلاء التفضل الدائم على الثواب المنقطع.
  ومنها: أن الثواب يكون على جهة التعظيم وإلا فلا فرق بينه وبين التفضل.
  ومنها: أن يكون بالغاً في القدر مبلغاً يحسن الإبتداء به ليفارق التفضل، وحيث أن الثواب يقتضي الإجلال والتعظيم فيجب دوامه وإلا فقد يعود بالنقض عند الإنقطاع.
  وأما العقاب فهو أن العاصي يستحقه عقلاً ونقلاً.
  أما العقل فهو: أن الله بحكمته جعل التكليف فإنه أوجب علينا واجبات، ونهانا عن محرمات محدودة وجعلها مشتهيات فخلى فينا شهوة القبيح، ونفرة الحسن