الدليل على عدم إسقاط العقاب
  هنا فالعقل هو ما تقدم يعني قول صاحب المنهاج هو أن الله جعل الفعل شاقاً علينا بأن خلق فينا شهوة القبيح ونفرة الحسن، فلو لم يكن هنا ضرر نستحقه إلى قوله: لكنا في حكم المغريين بالمعصية. قال الإمام: والسمع ورد بتسمية العقاب جزاء لقوله تعالى: {ذلِكَ جَزَيناهُم بِبَغيِهِم}[الأتعام: ١٤٦] فلولا استحقاقه لم يسم جزاء وقوله: {وَما ظَلَمناهُم وَلكِن كانوا أَنفُسَهُم يَظلِمونَ}[النحل: ١١٨] ولولا الإستحقاق لكان العقاب من أشد الظلم ولأن الله سبحانه قد صرح في القرآن بأنه يعاقب العصاة، وكرر ذلك في غير موضع وقد دلت البراهين القطعية على عدله وحكمته فيعلم من ذلك أن العقاب مستحق إذ لا وجه يقتضي حسنه ألا الإستحقاق فمن المعلوم أنه ضرر عظيم وأنه لا نفع فيه ولا دفع ضرر يقاربه ولا يدانيه، فضلاً أن يزيد عليه أو يساويه فدل ذلك على أنه مستحق، ولا يبعد أن يكون مثل هذا الإستدلال مركباً من العقل والسمع إلى قوله: وأما استدلال المصنف فقد ذكره أبو هاشم وتوبع