الدليل على عدم إسقاط العقاب
  عليه، وهو أن الله جعل الفعل شاقاً علينا فهو عندي في غاية الضعف لأن المناسب لخلق الشهوة فينا ونفرة الحسن هو عدم استحقاق العقاب لأن هذا ليس علة لأن خلق الشهوة تدعوك إلى الفعل الذي تستحق العقاب عليه إلى قوله: ولكن البرهان الساطع هو دليل السمع الصادر عن العدل الحكيم الذي لا يظلم العباد وهو الدليل المركب الذي قدمنا ذكره أي من العقل والسمع.
  قلت: ولكنهم بنوا على أن خلق الشهوة للقبيح والنفرة عن الحسن لأجل تتحقق مشقة التكليف ليس لإستحقاق العقاب والإمام بنى على أن ذلك التعليل لأجل استحقاق العقاب، كما يظهر من قوله: لأنه قال: وهل يتقرر أن يقال: أنت يا هذا العاصي تستحق العقوبة لأن الله خلق لك شهوة تدعوك إلى الفعل الذي يستحق العقاب عليه ... إلخ تأمل.
  إلى أن قال وقوله: ولابد أن ييكون العقاب دائماً لأنه نظير الذم قال: إن دوام العقاب الذي هو ضرر عظيم محتاج إلى دليل قطعي فإن الخطر في القول بدوامه أشد