الدليل على عدم إسقاط العقاب
  من الخطر في القول بدوام الثواب فالقول به محتاج إلى دليل قطعي والإعتماد في ذلك هو على الدليل السمعي فقد صرح الله بدوامه وخلود أهل النار في النار وأنهم لا يغيبون عنها فاعتمد عليه ورتب على ذلك العلم باستحقاقه فلولاه لما وقع من العدل الحكيم وأما كون العلم به يقتضي أن يكون العبد أبعد عن المعصية فصحيح. انتهى من المعراج بتصرف واختصار.
  هذا والإستدلال بالدليل المركب من العقل والسمع هو أقوى وأوضح، ودوام العقاب أمر تقشعر منه الجلود ولكن بالنسبة إلى أن العبد يعصي بنعم الله وهو في كل حال وفي كل وقت محتاج إلى الله وقد خلقه وأنعم عليه بالنعم التي لا تحصى تكون للمعصية موقعها العظيم ولأن ذلك عصيان للرب الكريم فيكون لها موقعها وتقدير عذابهما بتقدير العزيز العليم والله الموفق.
  وأما قوله وهو المخبر لأنه أرحم الراحمين.
  فنقول: شملت رحمته ووسعت كل شيء ولا شك أنه أرحم الراحمين وأعدل العادلين ولكنه قال: {وَرَحمَتي