القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الدليل على عدم إسقاط العقاب

صفحة 50 - الجزء 1

  وَسِعَت كُلَّ شَيءٍ فَسَأَكتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقونَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ}⁣[الأعراف: ١٥٦] الآية فهذا تخصيص واضح ومن المفهوم أن غير المتقين ليس لهم رحمة قط عليها أي النار ملائكة غلاظ شداد قد نزع الله عنهم الرحمة فليس لأهل النار رحمة، وما ورد من الآيات بأنه أرحم الراحمين وما يفيد ذلك فهو مجمل مبين بقوله: {فَسَأَكتُبُها لِلَّذينَ يَتَّقونَ} وبقوله تعالى: {وَالمُؤمِنونَ وَالمُؤمِناتُ بَعضُهُم أَولِياءُ بَعضٍ يَأمُرونَ بِالمَعروفِ وَيَنهَونَ عَنِ المُنكَرِ وَيُقيمونَ الصَّلاةَ وَيُؤتونَ الزَّكاةَ وَيُطيعونَ اللَّهَ وَرَسولَهُ أُولئِكَ سَيَرحَمُهُمُ اللَّهُ إِنَّ اللَّهَ عَزيزٌ حَكيمٌ}⁣[التوبة: ٧١] على أن رحمة الله قد عمت وشملت جميع المخلوقين في الدنيا والآخرة، فكل نعمة من رحمته على جميع الحيوانات وغيرها ولا يدخل تفصيل ذلك تحت عد العادين وحصر الحاصرين.

  ومن جملة ذلك أصول النعم التي هي خلق الحي وخلق حيوته وخلق شهوته وتمكينه من المشتهيات، ثم خلق الحجة العظمى العقل الذي ميز به بين الحسن