القول الحق في حكمة الخلق،

صلاح بن أحمد فليته (المتوفى: 1429 هـ)

الدليل على عدم إسقاط العقاب

صفحة 51 - الجزء 1

  والقبيح وتعريضه على السعادة الأبدية التي لا يساويها نعمة وأن عظمت وجلت. ثم الألطاف التي بها يصرف الله عن خلقه أنواعاً من المصائب، وتنوير القلب بمعرفة ما هو الأولى والأحسن، ثم ارسال الرسل وتتابع الأيات والنذر والمواعظ والعبر التي لا تنفك في زمان من الموت والحياة وغير ذلك من المصائب التي تنبه العاقل وما يحدث في أكثر الأوقات من تغير الحالات فليس أحد من المكلفين إلا وهو يشاهد العبر التي جعلها الله عبرة للمعتبرين {وَفي أَنفُسِكُم أَفَلا تُبصِرونَ}⁣[الذاريات: ٢١].

  هذا فرحمة الله كثيرة وسعت رحمته كل شيء ولكن كما قال بعض العلماء: إن الله رحيم ما في ذلك ريب ولكن رحمته جل وعلا تشمل من ناب وأناب من جريمته لا من استمر وأصر عليها؛ لأن رحمته بصيرة تعرف طريقها إلى من هو أهل لها وليست بعمياء تخبط خبط عشواء، ولو فكرنا تفكيراً سليماً لقضينا بأن رحمته في الدنيا وسعت كل شيء، لما يحصل في الدنيا من النعم