آداب المريض والتمريض،

الحسن بن عزالدين المؤيد (المتوفى: 929 هـ)

مقدمة المؤلف

صفحة 89 - الجزء 1

  

  الحمد لله الذي أحاط بجميع صفات الكمال وتنزه عن وصائف النقائص من جميع الخلال، وتعالى عن أن تغيره الأيام والليالى، وقضت حكمته على جميع خلقه لعدم البقاء على محال، والصلاة والسلام على سيدنا محمد المصطفى وعلى آله خير آل.

  أما بعد: فإنه لما كان باع الإنسان في اكتساب ما يزلفه إلى الله [.......]⁣(⁣١) وهو صحيح قوى سميع بصير، ولهذا كان من سعادته أن يُعزّز كما جاء في الحديث الصحيح يؤثر، فكيف إذا سُلب العافية فإنه حينئذٍ أحوج ما يكون إلى المعين والظهير لجهالة من لدنك، أو لغشاوة في قلبه، أو لأنه ليس في الأمور بخبير، بلي من أراد به المولى خيراً وفقه وسدده ولطف به لأنه على ما يشاء قدير.

  ألفت إذاً ما يتعلق بالمريض والتمريض والتغميض وما يتعلق بهما ليكون تذكرة لى ولمن أطلّ عليها في ذلك الحال الضرير، وجعلت ما ذكرته في تلك الآداب في ثلاثة أبواب ولم آل جهداً في التنقيح والتحرير، وهو إن شاء الله لمن أصغى إليه أدباً وصحَّ له فهو بالنفع حرى وجدير، والله أسأل التوفيق للعمل بما فيه، وأن يختم لي بأحبابي بخيريُجامعه خير ونستعين به على كل عسير.


(١) ما بين المعقو فتين طمس في الأصل.