فصل
الباب الأول وهو في الآداب المتعلقة بالمريض
  اعلم أنه يجب ويستحب وينبغي للمريض ويندب المواظبة والمحافظة على ما سنذكره في هذا الباب من الوصائف الحسنة والآداب المسندة إلى محكم السنة والكتاب ليظفر بنيل الأُمنية ويحوز رضوان ربّ البرية، فيفوز بالرتبة العلية، وها هي نذكرها إن شاء الله تعالى أولاً فأول ونُفصّل ما كان منها مُجملاً، ويصح ما كان فيها مُغْفَلاً ونذكر كثيراً مما كان من الأدلة في أكثر المواضيع مهملاً.
فصل
  ليكن دندنة البناء على الله في ذلك والشكر وأن يرتدي برداء الصبر، فإن رداء الصبر أفضل ما يرتدي، والجوع، والسخط من البلوى بضرّ ولا يُحدي.
  جاء رجل ضرير إلى رسول الله ÷، فقال: ادع الله أن يُعافيني، قال: «إن شئت دعوت لك، وإن شئت صبرت، فهو خير لك».
  وعنه ÷ أنه قال - لامرأة لما قالت: يا رسول الله، ادع الله أن يشفينى -: «إن شئت دعوت لك الله فشفاك، وإن شئت صبرت، ولا حساب عليك».
فرع
  فلا يتمني سرعة هجوم الموت لتطاول مرضه أو تعتريه فُتورة ألم الموت، فإن تمنيه محظور ومتمنيه ذور، لكن إذا سلم فعليه بالدعاء المأثور: «اللهم أحيني ما كانت الحياة خير لي، وتوفني إذا كانت الوفاة خيراً لي».
  فأما تمنى لقاء الله فإنه مندوب وكراهة التقاءه لذلك قصارى المطلوب. قال رسول الله ÷: «ومن أحبّ لقاء الله أحب الله لقاءه، ومن كره لقاء الله كره الله لقاءه».