ديوان الإمام الشافعي،

محمد بن إدريس الشافعي (المتوفى: 204 هـ)

عنوان القصيدة: واجب صونه

صفحة 108 - الجزء 1

  ٤

  فَصَارَ قَرِينَ الهَمِّ طُولَ نَهَارِهِ ... أخا السُّهدِ والنَّجوى إذا الليلُ أظلما

  يَقُولُ حَبيبي أَنْتَ سُؤْلِي وَبُغْيَتِي ... كفى بكَ للراجينَ سؤلاً ومغنما

  ألستَ الذِّي غذيتني هديتني ... وَلاَ زِلْتَ مَنَّاناً عَلَيَّ وَمُنْعِمَا

  عَسَى مَنْ لَهُ الإِحْسَانُ يَغْفِرُ زَلَّتي ... ويسترُ أوزاري وما قد تقدما

  تعاظمني ذنبي فأقبلت خاشعًا ... ولولا الرضا ما كنت يارب منعما

  فإن تعفُ عني تعفُ عن متمردٍ ... ظَلُومٍ غَشُومٍ لا يزايلُ مأثما

  وإن تنتقمْ مني فلستُ بآيسٍ ... ولو أدخلوا نفسي بجُرْم جهنَّما

  فجرمي عظيم من قديم وحادث ... وعفوك يأتي العبد أغلى وأجسما

  حوالي فضل الله من كل جانب ... ونور من الرحمن يفترش السما

  وفي القلب اشراق المحب بوصله ... إذا قارب البشري وجاز الى الحمى

  حوالي ايناس من الله وحده ... يطالعني في ظلمة القلب أنجما

  أصون ودادي أن يدنسه الهوى ... وأحفظ عهد الحب أن يتثلما

  ففي يقظتي شوق وفي غفوتي منى ... تلاحق خطوى نشوة وترنما

  ومن يعتصم بالله يسلم من الورى ... ومن يرجه هيهات أن يتندما

  (١٣٤)

عنوان القصيدة: واجب صونه

  وقال الشافعي ¥ في العلم وضرورة صونه:

  البحر: منسرح

  العلمُ من فضلهِ، لمن خدمهُ ... أن يجعلَ النَّاسَ كلَّهم خدمهْ