فضل العلم والعالم العامل والمتعلم
  قال أمير المؤمنين # لجابر بن عبد الله الأنصاري ®: (يا جابر، قوام الدنيا بأربعة: عالم مستعمل علمه، وجاهل لا يستنكف أن يتعلم، وجواد لا يبخل بمعروفه، وفقير لا يبيع آخرته بدنياه، فإذا ضيع العالم علمه استنكف الجاهل أن يتعلم، وإذا بخل الغني بمعروفه باع الفقير آخرته بدنياه، يا جابر، من كثرت نعم الله عليه كثرت حوائج الناس إليه، فمن قام لله فيها بما يجب عرَّضها للدوام والبقاء، ومن لم يقم فيها لله بما يجب عرَّضها للزوال والفناء)(١). وإن طلب العلم هو السبيل إلى الجنة، وأفضل أعمال البر.
  قال ÷: «من سلك طريقاً يطلب فيه علماً سلك الله به طريقاً إلى الجنة، وإنّ الملائكة لتضع أجنحتها لطالب العلم رضاً بما يصنع، وإنه ليستغفر لطالب العلم من في السماوات ومن في الأرض، حتى حيتان البحر وهوام البر، والطير في السماء، وإن فضل العالم على العابد كفضل القمر ليلة البدر على سائر الكواكب»(٢) وفي حديث آخر: «ما اكتسب مكتسب مثل فضل علم يهدي صاحبه إلى هدى،
(١) النهج الجزء (٤) ص (٨٨).
(٢) الإمام زيد بن علي # في المجموع، ورواه ابن عبد البر في جامع بيان العلم وفضله والإمام المرشد بالله في الأمالي الخميسية.