نصيحة لطلاب العلم،

أحمد بن محمد الوشلي (معاصر)

فضل العلم والعالم العامل والمتعلم

صفحة 13 - الجزء 1

  قال الشاعر⁣(⁣١):

  إنَّ التَأنيَ في الشيوخِ فضيِلةٌ ... لكنَّه عارٌ على الشُّبَّان

  فَإذا قَعَدتُمْ عن مكافحةِ العِدَا ... بالعلم ضيعتم هُدَى القُرآن

  العلمُ سرٌّ غامضٌ من أجلهِ ... سَجَدت جميعُ مَلائِكِ الرحمن

  العلمُ قانونُ السعادةِ والتُّقَى ... وأسَاسُ كلِّ تمَدُّنٍ وأمان

  العلمُ في الدنيا خلودُ سيادةٍ ... وعُلاً وفي الأُخرى خلودُ جنِاَن

  العلمُ خرِّيتُ⁣(⁣٢) الوجودِ فإن يَكُنْ ... ظَلَّ الوجودُ يقودُهُ بعِنان

  وإن حاجة الناس إلى العلماء كحاجتهم للضروريات من ماء وهواء وغذاء، وإذا كانت هذه العناصر ضرورية لبقاء الإنسان فإنَّ وجود العلماء العاملين أشد ضرورة وأعظم نفعاً لبقاء الروح والعقل، وكما جعل الله المال قواماً للحياة جعل سبحانه العلم والتعلم قواماً لحياتهم الروحية والعقلية، ويخرجهم من الظلمات إلى النور، ومن الجور إلى العدل، وينقذهم به من الوقوع في مهالك الجهالات، ويريهم طريق الخير والحق.


(١) الذي وافاني بهذا الشعر هو الوالد العلامة: محمد بن إسماعيل الشامي - حفظه الله -.

(٢) خريت: هو الدليل الحاذق الذي يعرف مضائق المفاوز (الصحاري) وطرقها الخفية.