فضل العلم على العبادة
  من الدين موقفاً يسيء إليه إساءة ظاهرة، ويلحق به أضراراً فادحة.
  وما حدث في تاريخ الإسلام من محنة الخوارج وخروجهم على أمير المؤمنين # إمام الحق والعدل أكبر شاهدٍ على ذلك.
  وأما أولو العلم فإن بصيرتهم الذكية التي أعطاهم الله تعالى، تنير لهم الطريق وتلهمهم الرشد، وإن قل عملهم كثر ما يصحبه من سداد وتوفيق، قال علي #: (رب قائم ليس له من قيامه إلاَّ السهر والعناء، ورب صائم ليس له من صيامه إلاَّ الجوع والعطش حبذا نوم الأكياس وإفطارهم)(١) والمطلوب من المؤمن أن لا يُغَلِّبَ جانب العلم حتى يفرط في جانب العبادة، ولا يغلب جانب العبادة حتى يخل بجانب العلم؛ لأن كلاً منهما لا يقوم إلا بالآخر، فالعبادة الحقة محتاجة للعلم، والعلم النافع محتاج للعبادة.
  قال الحسن البصري |: العامل على غير علم يفسد أكثر مما يصلح، فاطلبوا العبادة طلباً لا تضروا بالعلم، فإن قوماً طلبوا العبادة وتركوا العلم فخرجوا بأسيافهم على أمة محمد ÷(٢).
(١) شرح النهج: ج (٤) ص (٣٥).
(٢) أمالي المرشد بالله.