قصة
قصة
  يروى أن علياً # خرج ذات ليلة يمشي وقنبر - مولاه - بين يديه إذ سمع رجلاً يتلو قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}(١) وهو يقرؤها بصوت حزين ويبكي، فوقف قنبر ثم قال: أراك واللهِ منهم، فضرب أمير المؤمنين بين كتفيه ثم قال: (امض، نومٌ على يقين خير من صلاة في شك إنا آل محمد نجاة كل مؤمن)، فلما كان يوم النهروان وجدنا الرجل في القتلى مع الخوارج، فقال قنبر: صدق والله أمير المؤمنين يا عدو الله، كان - والله - أعلم بك مني(٢).
  ونختم الباب بكلام نفيس لأمير المؤمنين # في فضل العلم والعالم والمتعلم، وذكر من يصلح لحمل العلم، ومن لا يصلح له وهو من أجل الكلام وأنفعه:
  عن كميل بن زياد النخعي ¦ قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين # فأخرجني إلى الجبان، فلما أصحر(٣)
(١) الزمر (٩).
(٢) أمالي أبى طالب.
(٣) صار في الصحراء.