نصيحة لطلاب العلم،

أحمد بن محمد الوشلي (معاصر)

قصة

صفحة 18 - الجزء 1

قصة

  يروى أن علياً # خرج ذات ليلة يمشي وقنبر - مولاه - بين يديه إذ سمع رجلاً يتلو قوله تعالى: {أَمَّنْ هُوَ قَانِتٌ آنَاءَ اللَّيْلِ سَاجِدًا وَقَائِمًا يَحْذَرُ الْآخِرَةَ وَيَرْجُو رَحْمَةَ رَبِّهِ}⁣(⁣١) وهو يقرؤها بصوت حزين ويبكي، فوقف قنبر ثم قال: أراك واللهِ منهم، فضرب أمير المؤمنين بين كتفيه ثم قال: (امض، نومٌ على يقين خير من صلاة في شك إنا آل محمد نجاة كل مؤمن)، فلما كان يوم النهروان وجدنا الرجل في القتلى مع الخوارج، فقال قنبر: صدق والله أمير المؤمنين يا عدو الله، كان - والله - أعلم بك مني⁣(⁣٢).

  ونختم الباب بكلام نفيس لأمير المؤمنين # في فضل العلم والعالم والمتعلم، وذكر من يصلح لحمل العلم، ومن لا يصلح له وهو من أجل الكلام وأنفعه:

  عن كميل بن زياد النخعي ¦ قال: أخذ بيدي أمير المؤمنين # فأخرجني إلى الجبان، فلما أصحر⁣(⁣٣)


(١) الزمر (٩).

(٢) أمالي أبى طالب.

(٣) صار في الصحراء.