نصيحة لطلاب العلم،

أحمد بن محمد الوشلي (معاصر)

حكاية

صفحة 26 - الجزء 1

  وكتب أحد العلماء المعينين للسلاطين إلى ابن المبارك يستمده برجال من القراء يعينونه على أعماله، فكتب إليه ابن المبارك:

  يا جاعلَ العلم له بازياً ... يصطادُ أموالَ المساكين

  احتلتَ للدنيا ولذّاِتها ... بحيلةٍ تذهبُ بالدين

  فصرتَ مجنوناً بها بعدما ... كنتَ دواءً للمجانين

  اين روايَاتُكَ فيما مضى ... عن ابن عونٍ وابنِ سيرين

  ودرسُكَ العلمَ بآثاره ... وتركُكَ أبوابَ السلاطين

  تقول أُكرِهتُ فَمَا حيلتي ... زلَّ حمارُ العلمِ في الطين

  وقال بعضهم في علماء السلاطين يذمهم شعراً:

  ركبوا المراكبَ واغتدوا ... زُمَراً إلى باب الخليفه

  وَصلوُا البُكورَ إلى الرواحِ ... ليبلغوا الرُّتَبَ الشريفه

  حتى إذا ظفروا بما طلبوا ... من الحال اللطيفه

  وغدوا المُوَلَّى منهمُ فَرِحاً ... بما تحوي الصحيفه

  وتعسفوا من تحتهم ... بالظلم والسير العنيفه

  خانوا الخليفة عهده ... بتعسف الطرق المخوفه

  باعوا الأمانة بالخيانة واشـ ... تروا بالأمن خيفه

  عقدوا الشحوم وأهزلوا ... تلك الأماناتِ السخيفه

  ضاقت قبور القـ ... ـوم واتسعت قصورهمُ المُنِيْفَه

  من كل ذي أدب ومعـ ... ـرفةٍ وآراء حصيفه