مصادر المعرفة
  تحكم؟ قال: بكتاب الله تعالى، قال: فإن لم تجد؟ قال: أحكم بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فقال رسول الله ÷: الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله». وقد أمر الله عباده إذا تنازعوا في شيء أن يردوه إلى الله ورسوله، قال الإمام علي # في تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}[النساء: ٥٩] فالرجوع إلى الله يعني الأخذ بمحكم آياته، والرجوع إلى الرسول، يعني الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة(١) وقد نقلت إلينا السنة المطهرة متواترة وآحادا، فما نقل متواتراً وُجب العمل به، وما نقل آحادا فهناك معايير وضوابط لقبوله، فعند أهل البيت $ أنه يشترط في صحة الحديث الآحادي عدالة الراوي وضبطه لما يرويه، والعرض على كتاب الله تعالى، ومعنى العرض على كتاب الله تعالى: هو أن ينظر في حديثه هل يصادم نصاً صريحاً من القرآن، أو يخالف قواعد الإسلام الكلية المعلومة من الكتاب العزيز، أومن دين النبي ÷ بالضرورة؟ ولا بد أن يكون له في كتاب الله أصل وشاهد؛ لأن الله سبحانه يقول: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} إلى الإمام القاسم بن محمد #
(١) قال الشيخ محمد عبده | معلقاً على كلام أمير المؤمنين #: (سنة رسول الله ÷ كلها جامعة، ولكن رويت عنه سنن اختلفت فيها الآراء، فإذا أخذت بما أجمع عليه مما لا يختلف في نسبته إليه ÷).