نصيحة لطلاب العلم،

أحمد بن محمد الوشلي (معاصر)

مصادر المعرفة

صفحة 51 - الجزء 1

  تحكم؟ قال: بكتاب الله تعالى، قال: فإن لم تجد؟ قال: أحكم بسنة رسول الله، قال: فإن لم تجد؟ قال: أجتهد رأيي ولا آلو، فقال رسول الله ÷: الحمد لله الذي وفق رسولَ رسولِ الله». وقد أمر الله عباده إذا تنازعوا في شيء أن يردوه إلى الله ورسوله، قال الإمام علي # في تفسير قوله تعالى: {فَإِنْ تَنَازَعْتُمْ فِي شَيْءٍ فَرُدُّوهُ إِلَى اللَّهِ وَالرَّسُولِ}⁣[النساء: ٥٩] فالرجوع إلى الله يعني الأخذ بمحكم آياته، والرجوع إلى الرسول، يعني الأخذ بسنته الجامعة غير المفرقة⁣(⁣١) وقد نقلت إلينا السنة المطهرة متواترة وآحادا، فما نقل متواتراً وُجب العمل به، وما نقل آحادا فهناك معايير وضوابط لقبوله، فعند أهل البيت $ أنه يشترط في صحة الحديث الآحادي عدالة الراوي وضبطه لما يرويه، والعرض على كتاب الله تعالى، ومعنى العرض على كتاب الله تعالى: هو أن ينظر في حديثه هل يصادم نصاً صريحاً من القرآن، أو يخالف قواعد الإسلام الكلية المعلومة من الكتاب العزيز، أومن دين النبي ÷ بالضرورة؟ ولا بد أن يكون له في كتاب الله أصل وشاهد؛ لأن الله سبحانه يقول: {مَا فَرَّطْنَا فِي الْكِتَابِ مِنْ شَيْءٍ} إلى الإمام القاسم بن محمد #


(١) قال الشيخ محمد عبده | معلقاً على كلام أمير المؤمنين #: (سنة رسول الله ÷ كلها جامعة، ولكن رويت عنه سنن اختلفت فيها الآراء، فإذا أخذت بما أجمع عليه مما لا يختلف في نسبته إليه ÷).