الدواء النافع من سم اللسان الناقع،

يحيى بن أحمد الأسدي (المتوفى: 1106 هـ)

البحث الثالث في الأسباب الحاملة على الغيبة

صفحة 51 - الجزء 1

  فيخوض معهم في ذكر العيوب.

  الثالث: أن يستشعر من إنسان أنه سيذمه عند بعض الرؤساء، ويشهد عليه بشهادة، فيبادر قبل أن يقبح حاله، فيطعن فيه ليسقط⁣(⁣١) أثر شهادته عليه، وقد يبتدئ بذكر ما فيه صادقاً ثم يكذب عليه، فيروج كذبه بالصدق الأول.

  الرابع: المباهاة وحب الرئاسة، مثل أن يقول: كلام فلان ركيك، ومعرفته بالفن الفلاني ناقصة، وغرضه إظهار فضله عليه.

  الخامس: الحسد⁣(⁣٢)، وإسقاط قدر من يمدحه الناس بذكر مساوئه؛ لأنه يشق عليه ذكر ثناء الناس عليه، ولا يجد سبيلاً إلى سد باب الثناء عليه إلا


= توقي مستقبله ونتائجه، فمن لم يقدم الحيلة قبل نزول الأمر أعيته، إذ عند هجوم المكروه تضعف العقول، وقيل للأحنف: إنك لحليم، فقال: لست بحليم، ولكني أتحالم، والله إني لأسمع الكلمة فأجم لها، ما يمنعني من الجواب عنها إلا خوف أن أسمع ما هو شر منها، وقال آخر: خير الناس مقالاً في النعمة، من استدام مقيمها بالشكر، واسترجع نافرها بالصبر. تمت.

(١) ليسقط، زيادة من (ب).

(٢) هامش في (ب) لفظه: والله القائل:

ألا قل لمن كان لي حاسداً ... أندري على من أسات الأدب

أسأت على الله في فعله ... لأنك لم ترض لي ما وهب

قال بعضهم: الحسود هو المعذب الذي لا يُرحم، ولا يزال في عذاب دائم. تمت.